222

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

[مقدمة الإمام محمد بن القاسم عليه السلام]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين ... وبعد:

فإن الله بفضله ورحمته جعل من عظيم ما من به علينا وعليكم من نعمته ما هدانا وهداكم إليه، ودلنا ودلكم عليه من طلب حقائق الحق حين ضل عن ذلك كثير من الخلق في تنزيل الله سبحانه وكتابه، إذ لا يوصل إلى حقيقة حق إلا بأسبابه، ولا يهتدى إلي صواب رشد إلا بمفاتيح أبوابه، فمن فتح الله له أبواب علم الكتاب علم حقائق البر والهدى والصواب، ومفاتيح درك علم ذلك بغير شك ولا ارتياب بما جعل الله عليه من فطرة العقول والألباب من معرفة الحق بما ركب فيها من الأفهام، كما تعرف الأبصار إذا نظرت النور من الظلام، وذلك إذا تركت العقول تميز بما ركب الله فيها من الأفهام بين ما لبس الملبسون إذا ورد عليها، وبين ما أوضح الله من حقائق الحق إذا أدته أسماعها إليها، ولم يدخل على العقول لبس الحيرة والجهالات بما أتاه جهلة العامة من طرق الضلالات، بطلب الهدى في مختلف ما افتروا على الله ورسوله فيه في كثير من الروايات التي يحكمون فيها بجهلهم على ما جعله حاكما عليها من تنزيل القرآن وما أنزل الله فيه من الهدى وجعل معه من نور الحق والبرهان.

Page 235