Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
تفسير سورة الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: ((قل أعوذ برب الناس)) قال القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه: هذا أمر من الله لنبيه أن يتعوذوا وأن يقولوا هذا القول، ومعناه: أستجير وألوذ برب الناس، فالرب: هو السيد المليك مالكهم وفاطرهم، والقادر عليهم والرازق لهم ((ملك الناس)) الملك: فهو الذي ليس في ملكه شريك [معارض] ((إله الناس)) والإله: فهو الذي تأله إليه ضمائر القلوب، وهو الرب الذي ليس بصنيع ولا مربوب.
وتأويل ((من شر)) فهو من كل مفسد مضر. وتأويل ((الوسواس الخناس (4) الذي يوسوس في صدور الناس)) فهو ما وسوس في الصدور ((من الجنة والناس)) والموسوس فقد يوسوس بحضوره في الصدور ويخنس، وقد تكون الوسوسة من الموسوس في الصدور ما يكون فيه من الذكر والخطر، وخنوس الوسواس: مفارقته وغيبته عن الصدور، ووسوسته فما ذكرنا من الخطر والحضور وما ذكر الله عز وجل في ذلك من الوسواس فقد يكون كما قال الله سبحانه: ((من الجنة والناس)) والناس: فهم الآدميون فأمر الله نبيه أن يتعوذ من شر شياطين الجن والأنس، فهم المغوون المردة الملاعين من جني وإنسي.
وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: ((شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض)) [الأنعام:106] وشياطين الإنس أقوى على الإنسان وأشد عليه من شياطين الجن.
Page 174