Al-Maṣābīḥ fī Ithbāt al-Imāma
المصابيح في إثبات الإمامة
Editor
تقديم وتحقيق : مصطفى غالب
Edition Number
الأولى
Publication Year
1416 - 1996 م
Your recent searches will show up here
Al-Maṣābīḥ fī Ithbāt al-Imāma
Ḥamīd al-Dīn al-Kirmānī (d. 411 / 1020)المصابيح في إثبات الإمامة
Editor
تقديم وتحقيق : مصطفى غالب
Edition Number
الأولى
Publication Year
1416 - 1996 م
لما خلق الله تعالى الخلق ولم يجعل نوع البشرية في معرفة ما يحتاج إليه مثل البهائم والطيور، وغيرها من أنواع الحيوان التي تعرف مصالحها ومعارفها من ذاتها بالطبع كالوزة (1) في السباحة، والفروخ في النقر، والخطاف في طلب حجر اليرقان، إذا رأى بفرخها صفرة لون بل جعله محتاجا إلى التعليم مثل ما نشاهده من حال الطفل الذي لولا تعليم أبويه إياه والمعلمين لكان لا يعرف شيئا، ولا يعدو البهائم .
وكانت الأنفس عاطلة الذات رذلة بخلوها من المعارف وهي متهيئة لقبول ما يفاض عليها، ويشرف عنصرها وكان تركها على حالتها هذه مع تهيؤها للقبول لا من الحكمة، وجب من حيث وجوب فعل الحكمة على الحكيم وكونه غير مرئي الإفاضة على أكثرها تهيؤا وأقربها إلى القبول جوهرا، فيكون القابل بقبوله ذلك الفيض قائما مقام الحكيم المفيض تعالى في التعليم، والهداية، وإفاضة الفيض هي إرسال الرسل، والمفاض عليه هو الرسول، إذا الرسالة واجبة.
Page 57