351

Marāḥ Labīd li-kashf maʿnā al-Qurʾān al-majīd

مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد

Editor

محمد أمين الصناوي

Publisher

دار الكتب العلمية - بيروت

Edition

الأولى - 1417 هـ

Genres

Tafsīr

الأحكام إني أخبركم أنا أعطينا موسى التوراة تماما أي لأجل تمام نعمتنا على الذي أحسن أي على من أحسن العمل بأحكامه كما يدل عليه قراءة عبد الله على الذين أحسنوا. وقرأ يحيى بن يعمر بالرفع بحذف المبتدأ أي على الذي هو أحسن دينا كقراءة من قرأ مثلا ما بعوضة بالرفع وتفصيلا لكل شيء أي ولبيان كل ما يحتاج إليه في الدين فيدخل في ذلك بيان نبوة سيدنا محمد ودينه وهدى من الضلالة ورحمة من العذاب لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (154) أي لكي يؤمن بنو إسرائيل بلقاء ما وعدهم الله به من ثواب وعقاب وهذا أي الذي تلوت عليكم كتاب أي قرآن أنزلناه إليكم بلسانكم مبارك أي كثير المنافع دينا ودنيا لا يتطرق إليه النسخ فاتبعوه أي فاتبعوا يا أهل مكة ما فيه من الأوامر والنواهي والأحكام واتقوا لعلكم ترحمون (155) أي اتقوا مخالفته على رجاء الرحمة أن تقولوا أي أنزلناه كراهة أن تقولوا يوم القيامة إنما أنزل الكتاب وهو التوراة والإنجيل على طائفتين من قبلنا وهم اليهود والنصارى وإن كنا عن دراستهم لغافلين (156) أي وإنه كنا عن قراءتهم لجاهلين فلا ندري ما في كتابهم إذا لم يكن بلغتنا. والمراد بهذه الآيات إثبات الحجة على أهل مكة بإنزال القرآن على سيدنا محمد كي لا يقولوا يوم القيامة: إن التوراة والإنجيل أنزلا على اليهود والنصارى ولا نعلم ما فيهما، فقطع الله عذرهم بإنزال القرآن عليهم بلغتهم أو تقولوا أي لا عذر لكم في القيامة بقولكم لو أنا أنزل علينا الكتاب كما أنزل على اليهود والنصارى لكنا أهدى منهم أي أصوب دينا منهم وأسرع إجابة للرسول منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة أي لا تعتذروا بذلك فقد جاءكم قرآن من ربكم فإنه بيان فيما يعلم سمعا وهو هدى فيما يعلم سمعا وعقلا وهو نعمة في الدين فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها أي لا أحد أجرأ على الله ممن كذب بالقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم ومال عن سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب أي شدته بما كانوا يصدفون (157) أي بسبب إعراضهم هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أي ما ينتظر أهل مكة إلا أحد هذه الأمور الثلاثة أي فلا يؤمنون بك إلا إذا جاءهم أحد هذه الأمور.

وقرأ حمزة والكسائي على التذكير أو يأتي ربك أي بحسب ما اقترحوا بقولهم لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا. وهم كانوا كفارا، واعتقاد الكافر ليس بحجة. وقيل: المراد بالملائكة ملائكة الموت لقبض أرواحهم وبإتيان الله تعالى إتيان كل آياته بمعنى آيات القيامة كلها. وقيل: أو يأتي ربك يوم القيامة بلا كيف أو يأتي بعض آيات ربك أي بعض علامات ربك الدالة على قرب الساعة وهي عشرة وهي العلامات الكبرى وهي الدجال، والدابة، وخسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى، ونار تخرج مني عدن تسوق إلى المحشر يوم يأتي بعض آيات ربك وهو طلوع الشمس من مغربها لا ينفع نفسا كافرة إيمانها لم تكن آمنت من قبل أي قبل

Page 356