والآن أسمع سؤالك: ماذا تريد بالبيت؟ هل تريد أن تترك المرأة بيتها كي تتعلم وتتربى في المجتمع؟
وجوابي أن البيت «يجب» أن يكون أجمل المؤسسات وأنفعها في حياتنا، ويجب أن يكون بؤرة المجتمع. ويجب أن يحتوي أعضاءه من الزوج والزوجة والأبناء، في جو من الحب والشرف. ويجب على كل شاب وكل فتاة أن يبنوا البيوت مادة وروحا، منزلا وعائلة.
ولكن مشكلة البيت لا تعود مشكلة إذا نحن نظرنا للمرأة نظرة المساواة بالرجل، بحيث تتعلم مثله، وتكون شخصيتها مثله، وتحترف إذا شاءت مثله، وتدرس وتختبر حتى تتربى وتتطور مثله، وتشترك في وظائف الدولة مثله.
ومقامها الجديد هذا هو الذي يعين طراز البيت الذي تعيش فيه بحيث يتفق واهتماماتها الأخرى. فقد نعمم القوة الكهربائية في جميع أعمال البيت طبخا وغسلا وكنسا وتبريدا. فلا يكون هناك من المشاق ما يحتاج إلى أن تقصر الزوجة حياتها على المنزل؛ لأن بضع دقائق عندئذ تكفي للطبخ، وأقل منها يكفي الشئون الأخرى. أو قد تكون هناك حلول أخرى للطبخ والغسل.
إننا نجرم حين نعين للمرأة، هذا الإنسان الذي احتاج إلى ألف مليون سنة كي يصل إلى حاله الحاضرة، ألوان النشاط الذي يجب أن تؤديه، وحين نحرمها ألوانا أخرى لمحض الاستبداد وحكم التقاليد.
المرأة الغربية والمرأة المصرية
يختلف «الشرقيون» من الغربيين في كثير من الاعتبارات والشئون الاجتماعية. فإن الشرقيين يمارسون على وجه عام الزراعة، في حين يمارس الغربيون على وجه عام الصناعة.
ويختلفون أيضا من حيث إن الشرقيين «روحيون»، أما الغربيون فماديون. ولكننا عندما نحاول توضيح الفرق أو الفروق بين الروحية والمادية، فإننا نقع في ارتباكات ذهنية لا تحصى، ونخرج من المناقشة لهذا الموضوع ونحن نتساب ونتثالب.
ويختلفون أيضا من حيث إن الشرقيين على وجه عام يحمون المرأة، ويحوطونها بأسوار من الرعاية، بحيث لا تعمل خارج البيت، ولا تكسب مع الرجال للعيش. أما الغربيون فيكلفون المرأة العمل والكسب إلى جنب الزوج.
والاختلافات كثيرة قد عددنا منها ثلاثة. ونستطيع مع ذلك أن نذكر أيضا اختلافا رابعا خطيرا هو أن الغربيين، على وجه عام أيضا، يتسلطون على الشرقيين وينتزعون منهم القطن والكاوتشوك والقصدير والبترول. ويضربونهم إذا ثاروا أو تمردوا.
Unknown page