ولما تفاوضنا الحديث وأسفرت
وجوه زهاها الحسن أن تتقنعا
أي استخفها الحسن أن تستر وجهها بالقناع. قال التبريزي في شرح هذا البيت: وهكذا كانت نساء العرب تفعل إذا كانت جميلة. وقد ذكر مثل ذلك الشماخ وأبو النجم من الرجاز، فقال الأول: أطارت من الحسن الرداء المحبرا. وقال الثاني: من كل غراء سقوط البرقع.
وعلى كل فأيا كان السبب لم تكن النساء يبرزن حاسرات إلا وهن حريصات على التعفف حرصهن عليه وهن منتقبات مستترات، كما قال في مثلهن بعض واصفيهن:
برزن عفافا واحتجبن تسترا
وشيب بقول الحق منهن باطل
فذو الحلم مرتاب وذو الجهل طامع
وهن عن الفحشاء حيد نواكل
كواس عوار صامتات نواطق
بعف الكلام باخلات بواذل
Unknown page