326

فضربه يزيد على صدره وقال : اسكت لا ام لك (1).

وقال أبو برزة الأسلمي : أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن (ع) ويقول : «أنتما سيدا شباب أهل الجنة ، قتل الله قاتلكما ، ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا». فغضب يزيد منه وأمر به فاخرج سحبا (2).

والتفت رسول قيصر إلى يزيد وقال : إن عندنا في بعض الجزائر حافر حمار عيسى ، ونحن نحج إليه في كل عام من الأقطار ونهدي إليه النذور ونعظمه كما تعظمون كتبكم ، فأشهد إنكم على باطل (3). فأغضب يزيد هذا القول وأمر بقتله ، فقام إلى الرأس وقبله ، وتشهد الشهادتين ، وعند قتله سمع أهل المجلس من الرأس الشريف صوتا عاليا فصيحا «لا حول ولا قوة إلا بالله» (4).

ثم اخرج الرأس من المجلس وصلب على باب القصر ثلاثة أيام (5)، فلما رأت هند بنت عمرو بن سهيل ، زوجة يزيد ، الرأس على باب دارها (6) والنور الإلهي يسطع منه ودمه طري لم يجف ويشم منه رائحة طيبة (7) دخلت المجلس مهتوكة الحجاب وهي تقول : رأس ابن بنت رسول الله على باب دارنا؟! فقام إليها

وفي تذكرة الخواص / 149 : لما بلغ الحسن البصري فعلة يزيد بالرأس ، تمثل بالبيت الثاني. وفي الأغاني 12 / 71 : نسبهما إلى عبد الرحمن بن الحكم مع بيت ثالث. وفي مقتل الخوارزمي 2 / 56 : نسبهما إلى عبد الرحمن ابن الحكم أخي مروان.

Page 355