278

مقطعي الأوصال ، قد طعمتهم سمر الرماح ، ونهلت من دمائهم بيض الصفاح ، وطحنتهم الخيل بسنابكها ، صحن ولطمن الوجوه (1) وصاحت زينب : يا محمداه! هذا حسين بالعراء ، مرمل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، وذريتك مقتلة. فأبكت كل عدو وصديق (2) حتى جرت دموع الخيل على حوافرها (3).

ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس ورفعته نحو السماء ، وقالت : إلهي تقبل منا هذا القربان (4). وهذا الموقف يدلنا على تبوئها عرش الجلالة ، وقد اخذ عليها العهد والميثاق بتلك النهضة المقدسة كأخيها الحسين (ع) وإن كان التفاوت بينهما محفوظا ، فلما خرج الحسين (ع) عن العهدة بإزهاق نفسه القدسية ، نهضت العقيلة زينب بما وجب عليها ، ومنه تقديم الذبيح إلى ساحة الجلال الربوي والتعريف به ، ثم طفقت (سلام الله عليها) ببقية الشؤون ، ولا استبعاد في ذلك بعد وحدة النور وتفرد العنصر.

وتشاطرت هي والحسين بدعوة

حتم القضاء عليهما أن يندبا

واعتنقت سكينة (6) جسد أبيها الحسين (ع) فكانت تحدث أنها سمعته يقول :

شيعتي ما أن شربتم

عذب ماء فاذكروني

Page 307