263

لاشتقاقه من النبي (ص) الذي هو علة العلل المتفرع من الشعاع الإلهي الأقدس ؛ أظلمت الدنيا ثلاثة أيام (1) واسودت سوادا عظيما (2) حتى ظن الناس أن القيامة قامت (3) وبدت الكواكب نصف النهار (4) وأخذ بعضها يضرب بعضا (5) ، ولم ير نور الشمس (6)، ودامت الدنيا على هذا ثلاثة أيام (7) ولا غرابة في اضمحلال نور الشمس في المدة التي كان فيها سيد شباب أهل الجنة عاريا على وجه الصعيد ، إذ هو العلة في مجرى الكون لما عرفت من اشتقاقه من الحقيقة المحمدية التي هي علة العلل والعقل الأول ، وحديث عرض الولاية على الموجودات فمن قبل عمت فائدته ، ومن أبى عرى عن الفائدة يؤكد ذلك.

وإذا صح الحديث بتغير الكون لأجل إبراز عظم نبي من الأنبياء حتى غامت السماء ومطرت حين استقى به أحد علماء النصارى في سر من رأى (8) مع أنه لم يكشف عن جسد ذلك النبي ولا كانت أعضاؤه مقطعة ، فاذا كيف لا يتغير الكون ولا يمحى نور الشمس والقمر وقد ترك سيد شباب أهل الجنة على وجه الصعيد مجردا ومثلوا بذلك الهيكل القدسي كل مثلة؟!

ما للسماء غداة اردي لم تمر

والأرض يوم اصيب لم تتصدع

Page 292