160

فكرهت فاطمة أن تؤذي أحدهما بتفضيل خط أحدهما على الآخر ، فقالت لهما : «سلا أباكما عليا» فسألاه فكره أن يؤذي أحدهما ، فقال : «سلا جدكما» ، فسألاه فقال صلى الله عليه وآله : «لا أحكم بينكما حتى أسأل جبرئيل» ، فلما جاء جبرئيل قال : لا أحكم بينهما ، ولكن إسرافيل يحكم ، فقال إسرافيل : لا أحكم بينهما ولكن أسأل الله تعالى أن يحكم بينهما.

فقال الله تعالى : «لا أحكم بينهما ، ولكن امهما فاطمة تحكم بينهما» ، فقالت فاطمة : «أحكم بينهما ، يا رب!» وكانت لها قلادة فقالت : «أنا أنثر بينكما هذه القلادة ، فمن أخذ من جواهرها أكثر ، فخطه أحسن» ، فنثرتها وكان جبرئيل وقتئذ عند قائمة العرش ، فأمره الله أن يهبط إلى الأرض ، وينصف الجواهر بينهما ، كيلا يتأذى أحدهما ففعل ذلك جبرئيل إكراما لهما وتعظيما.

فالعجب من أقوام (لعنهم الله تعالى) قتلوا أحدهما بالسم ، والآخر بالسيف ، وهما ذانك الرجلان ، وللحسين في الفخر :

من كان يبأى بجد

فإن جدي الرسول

86 وروي أن معاوية كتب إلى مروان ، وهو عامله على المدينة أن يخطب ليزيد بنت عبد الله بن جعفر ، على حكم أبيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ ، وعلى صلح الحيين بني هاشم وبني امية ، فبعث مروان إلى عبد الله بن جعفر يخطب إليه ، فقال عبد الله : ان أمر نسائنا إلى الحسن ابن علي فاخطب إليه ، فأتى مروان الحسن خاطبا ، فقال له الحسن :

Page 181