80

Maqsad Asna

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

Investigator

بسام عبد الوهاب الجابي

Publisher

الجفان والجابي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٧ - ١٩٨٧

Publisher Location

قبرص

غير تعصب وخصام وَأحسن وُجُوه اللطف فِيهِ الجذب إِلَى قبُول الْحق بالشمائل والسيرة المرضية والأعمال الصَّالِحَة فَإِنَّهَا أوقع وألطف من الْأَلْفَاظ المزينة الْخَبِير هُوَ الَّذِي لَا تعزب عَنهُ الْأَخْبَار الْبَاطِنَة فَلَا يجْرِي فِي الْملك والملكوت شَيْء وَلَا تتحرك ذرة وَلَا تسكن وَلَا تضطرب نفس وَلَا تطمئِن إِلَّا وَيكون عِنْده خَبَرهَا وَهُوَ بِمَعْنى الْعَلِيم وَلَكِن الْعلم إِذا أضيف إِلَى الخفايا الْبَاطِنَة سمي خبْرَة وَيُسمى صَاحبهَا خَبِيرا تَنْبِيه حَظّ العَبْد من ذَلِك أَن يكون خَبِيرا بِمَا يجْرِي فِي عالمه وعالمه قلبه وبدنه والخفايا الَّتِي يَتَّصِف الْقلب بهَا من الْغِشّ والخيانة والتطواف حول العاجلة وإضمار الشَّرّ وَإِظْهَار الْخَيْر والتجمل بِإِظْهَار الْإِخْلَاص مَعَ الإفلاس عَنهُ لَا يعرفهَا إِلَّا ذُو خبْرَة بَالِغَة قد خبر نَفسه ومارسها وَعرف مكْرها وتلبيسها وخدعها فحاذرها وتشمر لمعاداتها وَأخذ الحذر مِنْهَا فَذَلِك من الْعباد جدير بِأَن يُسمى خَبِيرا الْحَلِيم هُوَ الَّذِي يُشَاهد مَعْصِيّة العصاة وَيرى مُخَالفَة الْأَمر ثمَّ لَا يستفزه غضب وَلَا يَعْتَرِيه غيظ وَلَا يحملهُ على المسارعة إِلَى الانتقام مَعَ غَايَة الاقتدار عجلة وطيش كَمَا قَالَ تَعَالَى وَلَو يُؤَاخذ الله النَّاس بظلمهم مَا ترك عَلَيْهَا من دَابَّة ١٦ سُورَة النَّحْل الْآيَة ٦١

1 / 103