119

Maqasid Ricaya

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

Investigator

إياد خالد الطباع

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

Publisher Location

دمشق

بذلك فألقتك فِي مهالك الْعجب الَّذِي أهلك كثيرا من الْعَالمين والعابدين والزاهدين لِأَن من أعجب بِعَمَلِهِ لم ير لنَفسِهِ ذَنبا فيتوب مِنْهُ وَلم ير لنَفسِهِ تقصيرا فيقلع عَنهُ وَقد جَاءَت الشَّرِيعَة بذم الْإِعْجَاب لأدائه إِلَى مَا ذكرته فالعجب معم لأكْثر الذُّنُوب والعيوب مُوجب لاستعظام الطَّاعَات والإدلال بهَا على رب السَّمَاوَات مفض إِلَى الْعِزَّة وَالْكبر والتعظيم على الْعباد حَتَّى يصير المعجب كَأَن لَهُ منَّة على الله تَعَالَى لاستعظامه أَعماله وَكَذَلِكَ يمن على عباد الله بِمَا يسديه إِلَيْهِم من معروفه وإحسانه فِي زَعمه فَمَا أجدره بِأَن يحبط الله عمله بإعجابه ويكله ربه على نَفسه وَاعْلَم أَن سَبَب الْعجب استعظام واستكثار لما فِيك من خير وَعلم وَعمل بزعمك فَأَما الْعلم فمعرفة الْكتاب وَالسّنة وَإِجْمَاع الْأمة

1 / 130