158

Maqamat

مقامات القرني

Genres

والعين تصوم عن النظر الحرام ، فتغض خوفا من الملك العلام ، فلا يقع بصرها على الآثام . والأذن تصوم عن الخنا ، واستماع الغنا ، فتنصت للذكر الحكيم ، والكلام الكريم . واللسان يصوم عن الفحشاء ، والكلمة الشنعاء ، والجمل الفظيعة ، والمفردات الخليعة ، امتثالا للشريعة . واليد تصوم عن أذية العباد ، ومزاولة الفساد ، والظلم والعناد ، والإفساد في البلاد. والرجل تصوم عن المشي إلى المحرم ، فلا تسير إلى إثم ولا تتقدم .

والله ما جئتكمو زائرا

ولا انثنت رجلي عن بابكم

إلا وجدت الأرض تطوى لي

إلا تعثرت بأذيالي

أما آن للعصاة أن ينغمسوا في نهر الصيام ، ليطهروا تلك الأجسام ، من الآثام . ويغسلوا ما علق بالقلوب من الحرام .

أما آن للمعرضين أن يدخلوا من باب الصائمين ، على رب العالمين ، ليجدوا الرضوان في مقام أمين .

إن رمضان فرصة العمر السانحة ، وموسم البضاعة الرابحة ، والكفة الراجحة ، يوم تعظم الحسنات ، وتكفر السيئات ، وتمحى الخطيئات .

إن ثياب العصيان آن لها أن تخلع في رمضان ، ليلبس الله العبد ثياب الرضوان . وليجود عليه بتوبة تمحو ما كان من الذنب والبهتان .

إن مضى بيننا وبينك عتب

فالقلوب التي تركت كما هي

حين شطت عنا وعنك الديار

والدموع التي عهدت غزار

في رمضان كانت فتوحاتنا ، وإشراقاتنا ، وغزواتنا ، وانتصاراتنا .

في رمضان نزل ذكرنا الحكيم ، على رسولنا الكريم ، وهو سر مجدنا العظيم .

في رمضان التقى الجمعان ، جمع الرحمن وجمع الشيطان ، في بدر الكبرى يوم رجح ميزان الإيمان ، ونسف الطغيان ، وانهزم الخسران . في رمضان فتحت مكة بالإسلام ، وتهاوت الأصنام ، وارتفعت الأعلام ، وعلم الحلال والحرام .

في رمضان كانت حطين العظيمة ، يوم انتصرت رايات صلاح الدين الكريمة ، وارتفعت الملة القويمة ، وصارت راية الصليب يتيمة .

Page 58