============================================================
الاقليد الخامس والخمسون في أن فضيلة البشر على الحيوان بالعلم، لا بالعفور فقط إن كانت فضيلة البشر على من شاركوه من الحيوان في الحس والحياة بالصورة الانسانية فقط، وليس هو، أعني البشر بمبدع صورته، بل مبدغ صورته غيره، كانت الفضيلة إذا لمبدع صورته، لا له. إذ ليس له في إنشاء صورته سبيل، ولا في اختراع هيئته قدرة. فلما أعطى البشر الفضيلة على سائر المشاركين له في الحس والحياة، علم آنها، أعي الفضيلة، إنما هي له فعل وكسب . ولم يوجد للبشر شيء1 هو كسبه أو فعله، إلا العلم فقط. وما في مفاتح العلم الذي يكسبة، مثل الحرف والصناعات. فقد صح أن فضيلة البشر على الحيوان بالعلم، لا بالصورة فقط ومن هذه الجهة عد عادي العلم من البشر في جملة الحيوان من غير اكتراث إلى صورته، وإن كانت في غاية الاعتدال والجمال. ولم يقتصر على أن عد فيهم [210] حي فضل الحيوان عليه في كثير من الأسباب والأحوال، لأن جميع الحيوان، كل واحد منهم مقصود معي من المعاني، له خلق، ومن أحله أنشئ. والحمر والحمال لحمل الأثقال، والثيران للحرث والزرع، والفرس للحرب، وكذلك سائر الحيوان.
فلم متنع واحد من الحيوان عن أداء ما من أجله أنشئ، وإظهار المنفعة الي من أجلها هي لتمام الخلقة.
والبشر لا يخلق إلا للعلم فقط، أو لما هي علوم بحسمة، مثل الصناعات. فإن . الصناعات إنما هي علوم بحسمة قد تحسمت في مواد قد انشب لتحسمها فيها. فذو اكما صناه، وفي ه: شييا. وهو ساقط من ز.
2 كما في ز، وفي ه: الحروف.
Page 259