============================================================
مقالات البلخي وكذلك قالوا في القدرة، وكل ما كان معناه معنى علم قادر واحتجوا لقولهم: إن الله لم يزلك عالما بما قدمنا من أنه عالم بنفسه، قالوا: وإذا وجب أنه عالم بنفسه وجب أن يكون لم يزل عالما إذا لم يزل موجودا.
وقال أبو الهذيل وأصحابة: إن علم الله هو الله، على موافقته لأصحابه في أن الله لم يزلك عالما قادرا بنفسه، لا شيء هو هو أو غيره أو بعضه.
واحتج لقوله بأن قال: لما صح عندي أن الله عالم في الحقيقة وفسد أن يكون عالما بعلم، صح عندي أنه عالم بنفسه. ثم وقد وجدت القرآن قد نطق بأن له علما، قلت: إن علمه هو هو، وليس بجائز عنده أن يقال: إن الله علم، أو هو قدرة، كما أني وإياكم يقول في قول الله: { إنمانظ ميكر لوجه الله ) ([الإنسان: 9): ان وجه الله هو الله فان قيل لنا: فيقولون: إن الله وجه؟ قلنا: وكذلك قول: علم الله هو الله، ولا يلزمني أن أقول: إن الله علم .
قال: وقد يقول الناس: هذا وجه الرائي ووجه الآمر، ثم لا يقولون: إن الآمروجه وإن الرائي وجه، فكان خلافه إنما هو في اللفظ.
وقال هشام بن عمرو وأصحابه يزعم أن الله لم يزل عالما بنفسه، إلا أنه قال: محال أن يقال: لم يزل عالما بالأشياء، إلا أن الأشياء عنده لا تكون إلا موجودة، والمحدثات اليوم لم تكن أشياء قبل حدوثها، لأن المعدوم عنده ليس بشيء، قالوا: ولا يجوز أن يقال: إنه لم يزل عالما بالأشياء؛ لأن في ذلك إيجابا؛ لأن المعدوم شيء، وأن الأشياء لم تزل.
Page 250