============================================================
مقالات البلخي يقال لهم: فما تنكرون أن يدل ما هو جسم على ما ليس بجسم، وما هو حدث على ما ليس بحدث، ومالم يشاهده الحدث على أشياء بحدث، ثم لا يقصدون إلى معنى يريدون أن يوقعوا التشابه فيه بين الحاضر الدال ل وبين الغائب المدلول عليه إلا سألوا فيه عن هذا الشؤال ليسقط التشابه الذي يريدون إثباته، كما أسقطوا التشابه فيما سألناهم عنه.
فإن قالوا: فإن كان هذا يلزمنا فيجب عليكم إذا قلثم: إن الجسم يدل على ما ليس بجسم أن تقولوا: إن الشيء يدل على ما ليس بشيء:.
قلنا: ولا سوى؛ لأن شيئا أعم الإثبات، ومعنى لايدل شيء كذا على كذا" انما هو أن يثبت وأن يبين فساد قول من نفاه.
فإذا قال قائل: إنه يدل، ثم قال: على ما ليس بشيء، كان كأنه قال: أدل ولا أدل، فهذا متناقض.
وليس الكلام في جسم ومحدث هكذا؛ لأنه قد يثبث ما ليس بجسم في الشاهد، وقد يقوم الدليل على ما ليس بحدث ولا محدث إذا كان شيئا...
قادرا حيا، فكل ما كان من الصفات إثباتا، فلا بد من أن يوصف به المدلول عليه وكل ما خرج من ذلك فحكمه حكم ما أقر القوم بنفيه عن الغائب، مع (2 تشيتهم إياه في الشاهد، وليس في) وصف المدلول عليه والمستدل به أنهما شيئان وبأن أحدهما فعل والآخر تشبيه، لأن قولك شيء لا يثبت لمن قلت له ذلك أمرا دون أمر ولا صفة دون صفة، ولا شيئا يقع به التشابه، وكذلك قولك: فاعل ومخبر عنه ومثبث ومذكور ومدلول عليه.
فإن قالوا: فلا بد على حال من يعلق بين الدال والمدلول عليه. قلنا: أجل، وهو أنهما شيئان؛ أحدهما فاعل، والآخر فعل. فالفعل يتعلق في الوهم،
Page 222