قال: «انتظري حتى تصبح حالتي تحت السيطرة، لا أريد أن أزعجها.»
تقول إرلما: «إن باستر في مكان ما بالخارج. لا أستطيع أن أناديه ليعود. وإذا لم يأت إلي، فلن يذهب إلى أي شخص آخر.»
باستر هو كلب إرلما في الأساس؛ فهو الكلب الذي أحضرته معها حين تزوجت أبي. كان نصفه شيبرد ألمانيا والنصف الآخر كولي اسكتلنديا، وهو كلب عجوز جدا وله رائحة كريهة، وكئيب على نحو عام. إن إرلما على حق؛ فهو لا يثق بأحد سواها. ومن وقت لآخر خلال أكلنا، تنهض وتناديه من عند باب المطبخ. «تعال إلى هنا يا باستر. باستر، باستر. عد إلى المنزل.» «أتودين أن أخرج وأناديه؟» «لن يجدي ذلك. فلن يلقي بالا لك.»
يبدو لي صوتها أضعف وأكثر إحباطا عند مناداتها على باستر عما تسمح له أن يكون حين تتحدث مع أي شخص آخر. تصفر له، بأقوى ما تستطيع، ولكن تصفيرها أيضا يفتقد الحيوية والقوة.
تقول: «أراهنك أنني أعرف أين ذهب. عند النهر .»
يدور بخلدي أنني سأضطر لارتداء حذاء أبي العالي المطاطي وأذهب للبحث عنه بصرف النظر عما تقوله. حينئذ، ودون أي ضجة أستطيع سماعها، ترفع رأسها وتهرع إلى الباب وتنادي: «تعال هنا أيها العجوز باستر. ها هو هناك. ها هو هناك. فلتحضر الآن. تعال يا باستر. ها هو العجوز هناك.»
تقول وهي تنحني وتحتضنه: «أين كنت؟ أين كنت أيها الشقي العجوز؟ أعلم، أعلم. لقد ذهبت وبللت نفسك في النهر.»
تفوح من باستر رائحة عفن وأعشاب النهر. ويتمطى على السجادة ما بين الأريكة وجهاز التليفزيون.
تقول وهي تحتضنه في المنشفة التي تستخدمها لتنظيفه: «لقد عاوده اضطراب معدته مرة أخرى، هذا كل ما في الأمر. هذا ما جعله ينزل إلى الماء؛ إنه يسبب له حرقة ما تجعله ينزل الماء ليخففها. ولكنه لن يشعر بأي راحة حقيقية حتى يخرجها. لا، لن يشعر براحة. مسكين هذا العجوز.»
توضح لي مثلما فعلت من قبل أن الاضطراب المعوي الذي يعاني منه باستر سببه التسكع في حظيرة الديوك الرومي والتهام أي شيء يجده هناك. «إنه يأكل بقايا الديوك النافقة والتي بها بعض الريش، فتدخل جسمه ولا يستطيع إخراجها مثلما يفعل الكلب الأصغر منه سنا؛ فهو لا يستطيع التعامل معها، فتتجمع في أمعائه وتسبب انسدادا هناك ولا يستطيع إخراجها ويظل يتألم. فقط أنصتي له.»
Unknown page