201

Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

منطلقات طالب العلم

Publisher

المكتبة الإسلامية

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

فقال أبو بكر: إنه رسول الله، لم يضيعه الله أبدا. قال: فنزل القرآن على رسول الله ﷺ بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه. فقال: يا رسول الله أو فتح هو؟! قال: نعم فطابت نفسه ورجع. (١) فهذا من فوائد الملازمة، والانقياد للعلماء، والصبر عليهم في مواطن الإشكال، حتى لاح البرهان للعيان. وفيه قال سهل بن حنيف يوم صفين: " أيها الناس!! اتهموا رأيكم؛ والله لقد رأيتني يوم أبى جندل ولو أنِّي أستطيع أن أرد أمر رسول الله ﷺ لرددته " (٢) وإنما قال ذلك لما عرض لهم فيه من الإشكال، وإنما نزلت سورة الفتح بعد ما خالطهم الحزن والكآبة لشدة الإشكال عليهم، والتباس الأمر، ولكنهم سلموا وتركوا رأيهم حتى نزل القرآن، فزال الإشكال والالتباس. وصار مثل ذلك أصلًا لمن بعدهم، فالتزم التابعون في الصحابة سيرتهم مع النبي ﷺ حتى فقهوا، ونالوا ذروة الكمال في العلوم

(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (٣١٨٢) ك الجزية، باب إثم من عاهد ثم غدر، ومسلم (١٧٨٥) ك الجهاد والسير، باب صلح الحديبية في الحديبية. (٢) متفق عليه أخرجه البخاري (٣١٨١) ك الجزية، باب إثم من عاهد ثم غدر، ومسلم في الموضع السابق.

1 / 247