Al-masnūnāt waʾl-mandūbāt
المسنونات والمندوبات
Genres
وممن فاضت نفسه وهو ساجد الإمام الناصر الأطروش، ذكر ذلك في الحدائق.
وفي حلية الأولياء: عن أبي ثعلبة الخشني: إني لأرجو أن لا يخنقني الله عزوجل كما أراكم تخنقون عند الموت، قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة فنادت أمها أين أبي؟ قالت: في مصلاه فنادته فلم يجبها، فأيقظته فوجدته ساجدا فحركته فوقع لحينه ميتا.
عن وهب بن منبه ركب ملك من الملوك فأعجبه ماهو فيه من زينة الدنيا وكثر الأعوان والغلمان والملابس الحسان، فامتلأ تيها وكبرا، فبينما هو كذلك إذ جاءه شخص رث الثياب فسلم عليه، فلم يرد السلام عليه، فأخذ بلجام فرسه، فقال له: أرسل اللجام فقد تعاطيت أمرا عظيما، فقال: إن لي إليك حاجة أسرها إليك فأدنى إليه رأسه فساره وقال له: أنا ملك الموت فتغير لونه واضطرب لسانه وقال: دعني حتى أرجع إلى أهلي فأودعهم، فقال: لا والله لا ترى أهلك أبدا، فقبض روحه فوقع كأنه خشبة، ثم مضى ملك الموت فرأى عبدا مؤمنا يمشي فسلم عليه فرد السلام عليه، فقال: إن لي إليك حاجة وساره وقال: أنا ملك الموت فقال: مرحبا وأهلا بمن طالت غيبته، والله ما من غائب أحب إلي أن ألقاه منك، فقال ملك الموت: اقض حاجتك التي خرجت إليها فقال: والله ما من حاجة أحب إلي من لقاء الله تعالى، قال: فاختر أي حالة اقبض روحك عليها فقد أمرت بذلك، فقال: دعني أصلي واقبض روحي في السجود، فصلى فقبض روحه وهو ساجد.
Page 312