Al-masnūnāt waʾl-mandūbāt
المسنونات والمندوبات
Genres
قلت: وأقل ما يقول الساجد في سجوده بعد تكبيرة الانتقال سبحان الله الأعلى وبحمده ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أوإحدى عشرة، وقد جاء في بعض الروايات أن يقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، أو رب اغفر لي ثلاث مرات.
وذكر ابن كثير في تفسيره: أن داود عليه السلام قال: يارب كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي؟ فقال الله تعالى: الآن شكرتني يا داود، أي حين اعترفت بالتقصير عن أداء شكر النعم.
وفي دعاء الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي رضوان الله وسلامه عليهم: اللهم إن أحدا لايبلغ من شكرك غاية إلا حصل عليه من إحسانك ما يلزمه شكرا، ولا يبلغ مبلغا من طاعتك وإن اجتهد إلا كان مقصرا دون استحقاقك بفضلك، فأشكر عبادك عاجز عن شكرك، وأعبدهم مقصر عن طاعتك.
وروي في شرح الأزهار: أن الإمام زين العابدين لما وصل إليه رأس من قتل السبط الحسين رضوان الله وسلامه عليه خر ساجدا وقال: الحمد لله الذي أراني في عدوي.
ولما طار البشير إلى زينب بنت جحش بالخبر أن الله تعالى زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تركت ما بيدها وقامت تصلي لربها شاكرة.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: الحمد لله الذي لايؤدي شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة حادثه توجب على مؤديها شكره بها.
وقال القائل في ذلك:
لو كل جارحة مني لها لغة
تثني عليك بما أوليت من حسن
لكان ما زاد شكري إذ شكرت به
إليك أبلغ في الإحسان والمنن
Page 305