36

Mansions of the Pure Maidens in the Hearts of Those Who Know the Lord of the Worlds

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Publisher Location

الرياض

Genres

وما وجدوا من حلاوة حبه في قلوبهم، ولاسيما إذا خطر على بال أحدهم ذكر تكليمه وكشْف ستورِ الحُجُب عنه في المقام الأمين والسرور الدائم، وأراهم جلاله وأسمعهم لذيذ كلامه، وَرَدّ عليهم جواب ما ناجَوْه به أيام حياتهم إذْ قلوبهم به مشغوفة، وإذْ مودّتهم إليه معطوفة، وإذْ هم له مؤثرون، وإليه منقطعون. فليبشر المصفّون له وُدّهُمْ بالمنظر العجيب بالحبيب، فواللهِ ما أراه يحلّ لعاقل ولا يجمل به أن يسْتَوْعبه حب أحد سوى حب الله ﷿ انتهى (١). قال أبو تراب النخشبي: لا تُخدعَنّ!، فللمُحِبِّ دَلاَئلُ ... ولَديْه مِنْ تُحفِ الحبيبِ وسائلُ منها تنعّمُهُ بِمُرّ بَلاَئِهِ ... وسرُوره في كُلِّ مَا هُوَ فاعِلُ فالمنعُ منه عَطِيَّة مَقبُولةٌ ... والفقرُ إكرامٌ وبِرٌّ عاجلُ وَمِن الدلائلِ أن يُرى مِنْ عَزْمِهِ ... طَوْع الحبيبِ وإنْ ألَحَّ العاذِلُ وَمِن الدلائلِ أن يُرى متبسِّمًا ... والقلبُ فيهِ مَنَ الحبيبِ بَلاَبلُ وَمِن الدلائلِ أن يُرى مُتفهِّمًا ... لِكلام من يُحظى لديْه السَّائلُ وَمِن الدلائل أن يُرى متقشِّفًا ... متحفِّظًا في كُلِّ مَا هُوَ قائِلُ (٢) ٢)

(١) أخرجه الأصبهاني في كتابه (العظمة) ١/ ٢٦١. (٢) استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس، ص (٤١).

1 / 37