16

Mansions of the Pure Maidens in the Hearts of Those Who Know the Lord of the Worlds

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Publisher Location

الرياض

Genres

وأعلاهم مرتبة: مَن يكون مفتونًا بالحور العين أو عاملًا على تمتعه في الجنة بالأكل والشرب واللباس والنكاح) انتهى. تأمل قوله: (وأعلاهم مرتبة مَن يكون مفتونًا بالحور العين) ومتى نصل نحن إلى هذه المرتبة العالية بالنسبة للتعلقات والفتن الدنيوية التي ذكرها وهي المال والصور والرياسة. إن التعلق والافتتان بالحور العين والتمتع بالجنة المخلوقة بالنسبة لِلمُوثَق بالسفليات درجة رفيعة، وإذا كانت الفتنة بالحور العين قاطعة عن المراد في لغة العارفين فكيف تكون حالنا؟!. ثم قال ﵀: (وهذا المحب قد ترقى في درجات المحبة على أهل المقامات، ينظرون إليه في الجنة كما ينظرون إلى الكوكب الدري الغابر في الأفق لِعلوِّ درجته وقرب منزلته من حبيبه ومعيته معه، فإن المرء مع من أحب (١)، ولكل عمل جزاء وجزاء المحبةِ المحبةُ والوصول والاصطناع والقرب، فهذا هو الذي يصلح وكفى بذلك شرفًا وفخرًا في عاجل الدنيا، فما ظنك بمقاماتهم العالية عند مليك مقتدر؟!). لقد جاء في حديث سؤال موسى ﵊ ربه تعالى عن

(١) جاء ذلك في حديث رواه البخاري برقم (٦١٦٩) ومسلم برقم (٢٦٤٠) عن أنس بن مالك ﵁ أن النبي ﷺ قال: (المرء مع من أحب).

1 / 17