أقوال للشيخ زروق وغيره: وورأس مال هؤلاء الطائفة ومنار ظهورهم اتخاذ الحضرة واجتماع الفقراء لها اوإعطاء العهد للتلامذة، وهذا أمر طوي بساطه منذ زمن يزيد على مائتي سنة(1)، أعني الربية بالاصطلاح . ونقل الزروق عن بعض المشائخ أن التربية ارتفعت بالاصطلاح في سنة أربع وعشرين وثمانمائة(2) ولم يبق إلا الإفادة بالحال والهمة، قال: فعليكم باتباع السنة من غير زيادة ولا نقصان يعني الجادة مع إلتزام الصدق. فإن قلت قد ذكر ابن البنا(3) في أرجوزته أنه (تبقى ما الوجود باق)، قلت: هو حق أن الطريقة لا ترفع أابدا لكنها تارة تجري بالاصطلاح من الخلوة والترتيبات ونحوها، وتارة بحفظ الأصول فقط، وتارة بحفظ الحرمة ليس إلا، وتارة بعلو الهمة وقوة الحزم والعزم، وتارة بمجرد القي والإلقاء. قال الزروق: وهذه أمور لا تزال أبد(4) الآبدين، غير أن الاصطلاح القد انقرض في هذه الأزمنة وارتفع إنتاجه حسبما دلت عليه العلامات / وشهد به 150 الاستقراء.
اوقال - رحمه الله - في (كتاب البدع) : لقد تتبعت بفكري بالطرق الاصطلاحية الموجودة بأيدي الناس الآن فلم أجد عند أهلها نفحة ولا نورا ولا حقيقة ولا علما ولا الوقا ولا فهما جاريا عن القياس الأول إلا لذة نفسانية غالبها من استشعار الرئاسة.
ال كل من تأمل ذلك وجده عند مخالطتهم والنظر في أحوالهم اه قلت: هذا كلامه - رحمه الله تعالى - في أهل زمنه وهو بين أظهرهم وأنوار الاية لم تسقط كل السقوط، فكيف بزماننا الذي انقلبت فيه السنة بدعة وجعلت البلبدعة سنة يعضون عليها بالنواجذ، فلقد أظلم الخافقان بظلمات البدع والأهواء ووامتلأت الأرض بهم فلا ترى أو تسمع إلا مخالفا للكتاب والسنة.
(1) يفهم من هذا أن المؤلف يرى أن الانحراف في التصوف يعود إلى القرن الثامن الهجري - الرابع عشر يلادي - وبالخصوص منذ 624 (1421) كما أشار إلى ذلك أحمد زروق.
.(1421)424 (2) 3) ابن البنا السرقسطي الذي نقل عنه المؤلف منذ قليل.
(4) في الأصل (أبدا).
Unknown page