إنكار ألفاظ التنزيل، وكونها وحيا من الله تعالى؟ فيكون تصريحا بالكفر! أو إنكار ظواهرها من نسبتها إلى الباري تعالى، ووجوب تأويلها؟ وذلك عين مذهب الصحابة؟
ومن بدعه في الدلالة على «الباري» تعالى قوله: إن «الأعراض» لا تدل على كونه خالقا، ولا تصلح «الأعراض» «دلالات»، بل «الأجسام» تدل على كونه خالقا، وهذا أيضا عجب.
ومن بدعه في «الإمامة» قوله: إنها لا تنعقد في أيام الفتنة، واختلاف الناس، وإنما يجوز عقدها في حال الاتفاق والسلامة.
وكذلك «أبو بكر الأصم» من أصحابه، كان يقول: الإمامة لا تنعقد إلا بإجماع الأمة، عن بكرة أبيهم.
وإنما أراد بذلك الطعن، في إمامة «على» - رضي الله عنه، إذ كانت «البيعة» في أيام الفتنة، من غير اتفاق من جميع الصحابة، إذ بقي في كل طرف طائفة.
ومن بدعه: أن «الجنة» و«النار»، ليستا مخلوقتين الآن، إذ لا فائدة في وجودهما، وهما جميعا خاليتان ممن ينتفع ويتضرر بهما، وبقيت هذه المسألة منه اعتقادا «للمعتزلة».
وكان يقول: «بالموافاة»، وأن الإيمان هو الذي يوافي الموت.
وقال: من أطاع الله جميع عمره، وقد علم أنه يأتي بما يحبط أعماله، ولو بكبيرة، لم يكن مستحقا للوعد، وكذلك على العكس.
وصاحبه «عباد» من المعتزلة، وكان يمتنع من إطلاق القول، بأن الله تعالى خلق «الكافر» لأن «الكافر»: كفر، وإنسان، والله تعالى لا يخلق «الكفر».
وقال: «النبوة» جزاء على عمل، وإنها باقية ما بقيت الدنيا.
وحكى «الأشعري» عن «عباد»، أنه زعم أنه لا يقال: إن الله تعالى لم يزل قائلا، ولا غير قائل، ووافقه «الإسكافي» على ذلك.
قالا: ولا يسمى «متكلما». وكان «الفوطي» يقول: إن «الأشياء» قبل كونها «معدومة» وليست أشياء، وهي بعد أن تعدم عن وجود، تسمى «أشياء».
Page 173