وقال ابن خابط: إن كل نوع من أنواع الحيوانات (أمة) على حيالها، لقوله تعالى. (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) «2» وفي كل أمة، رسول من نوعه، لقوله تعالى: «وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) «3» ولهما طريقة أخرى في (التناسخ)، وكأنهما مزجا كلام (التناسخية)، و(الفلاسفة) و(المعتزلة) بعضها ببعض.
5 - البشرية
أصحاب «بشر بن المعتمر» كان من أفضل علماء المعتزلة، وهو الذي أحدث القول «بالتولد» وأفرط فيه «1».
وانفرد عن أصحابه بمسائل ست:
الأولى منها: أنه زعم، أن اللون، والطعم، والرائحة، والادراكات كلها من السمع والرؤية ... يجوز أن تحصل متولدة من فعل العبد، إذا كانت أسبابها من فعله، وإنما أخذ هذا من «الطبيعيين»، إلا أنهم لا يفرقون بين «المتولد» والمباشر بالقدرة، وربما لا يثبتون القدرة على «منهاج» المتكلمين. وقوة الفعل، وقوة الانفعال، غير القدرة التى يثبتها المتكلم.
الثانية: قوله، إن الاستطاعة هي سلامة البنية، وصحة الجوارح، وتخليتها من الآفات. وقال، لا أقول يفعل بها في الحالة الأولى ولا في الحالة الثانية، لكني أقول، الإنسان يفعل، والفعل لا يكون إلا في الثانية.
الثالثة: قوله، إن الله تعالى قادر على تعذيب الطفل، ولو فعل ذلك كان ظالما إياه، إلا أنه لا يستحسن أن يقال ذلك في حقه، بل يقال، لو فعل ذلك كان الطفل بالغا، عاقلا، عاصيا بمعصية ارتكبها، مستحقا للعقاب، وهذا كلام متناقض.
الرابعة: حكى «الكعبي» عنه أنه قال، إرادة الله تعالى فعل من أفعاله، وهي على وجهين، «صفة ذات» و«صفة فعل» فأما صفة الذات فهي: أن الله تعالى لم يزل مريدا لجميع أفعاله، ولجميع الطاعات من عباده، فإنه حكيم، ولا يجوز أن يعلم الحكيم صلاحا وخيرا، ولا يريده.
Page 166