203

Manifestations of Polytheism

رسالة الشرك ومظاهره

Investigator

أبي عبد الرحمن محمود

Publisher

دار الراية للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى ١٤٢٢هـ

Publication Year

٢٠٠١م

Genres

وَالْخَطُّ وَالْجَزْمُ الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ ... مِنَ الْكِهَانَةِ وَوِزْرُهُمْ كَبِيْرُ فَاعِلُهُمْ مُجَرَّحُ الشَّهَادَةْ ... وَلَا يَوْمَ لَهَا عَلَى السِّمَادَةْ وَمَا بِهِ اكْتَسَبَهُ حَرَامُ ... نَصَّ عَلَى ذَا كُلِّهُ الْأَعْلَامُ وَكَلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَاهِنًا فَقَدْ ... عَصَى إِلَهَهُ وَدِينَهُ فَقَدْ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ سِوَى اللَّهِ الْعَظِيمِ ... سُبْحَانَهُ جَلَّ إِلَهُنَا الْعَلِيمُ • حكم حلوان الكاهن ومن في معناه وحكم إتيانهم: وفي " زاد المعاد " عن ابن عبد البر: " لا خلاف في حلوان الكاهن أنه ما يعطاه على كهانته، وهو من أكل المال بالباطل، والحلوان في أصل اللغة: العطية ". وقال إثره: " وتحريم حلوان الكاهن تنبيه على تحريم حلوان المنجم والزاجر وصاحب القرعة التي هي شقيقة الأزلام وضاربة الحصى والعراف والرمَّال ونحوهم ممن تطلب منهم الأخبار عن المغيبات، وقد نهى النبي ﷺ عن إتيان الكهان، وأخبر أن من أتى عرافًا، فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل عليه ﷺ. ولاريب أن الإِيمان بما جاء به محمد ﷺ وبما يجيء به هؤلاء لا يجتمعان في قلب واحد، وإن كان أحدهم قد يصدق أحيانًا؛ فصدقه بالنسبة إلى كذبه قليل من كثير، وشيطانه الذي يأتيه بالأخبار لا بد أن يصدقه أحيانًا، ليغوي به الناس ويفتنهم به، وأكثر الناس مستجيبون لهؤلاء مؤمنون بهم، ولا سيما ضعفاء العقول؛ كالسفهاء والجهال والنساء وأهل البوادي ومن لا علم لهم بحقائق الإِيمان؛ فهؤلاء هم المفتونون بهم، وكثير منهم يحسن الظن بأحدهم، ولو كان مشركًا كافرًا بالله مجاهرًا بذلك، ويزوره، وينذر له، ويلتمس دعاءه، فقد رأينا وسمعنا من ذلك كثيرًا، وسبب هذا كله خفاء ما بعث الله به رسوله من

1 / 217