al-Manhal al-maʾhul bi-al-binaʾ li-al-maghul

Muhammad b. Zahirat al-Qurasi d. 910 AH
104

al-Manhal al-maʾhul bi-al-binaʾ li-al-maghul

المنهل المأهول بالبناء لالمجهول

Investigator

عبد الرزاق بن فراج الصاعدي

Publisher

الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

السنة 33 - العدد 113 - 1421هـ

Genres

وقد ظن طائفة من الناس أن هذا الحمد بهذا اللفظ أكمل حمد حمد الله به وأفضله وأجمعه لأنواع الحمد، وبنوا على هذا مسألة فقهية فقالوا: لو حلف إنسان ليحمدن الله بمجامع الحمد وأجل المحامد فطريقه في بر يمينه أن يقول: "الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده"قالوا: ومعنى يوافي نعمه أي: يلاقيها فتحصل النعم معه، ويكافئ - مهموز - أي: يساوي مزيد نعمه، والمعنى: أنه يقوم بشكر ما زاد من النعم والإحسان".

قال ابن القيم - رحمه الله -: "والمعروف من الحمد الذي حمد الله به نفسه وحمده به رسوله صلى الله عليه وسلم وسادات العارفين بحمده من أمته ليس فيه هذا اللفظ ألبتة، وأورد بعض صيغ الحمد الواردة في القرآن ثم قال: فهذا حمده لنفسه الذي أنزله في كتابه وعلمه لعباده، وأخبر عن أهل جنته به، وهو آكد من كل حمد وأفضل وأكمل، كيف يبر الحالف في يمينه بالعدول إلى لفظ لم يحمد به نفسه، ولا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا سادات العارفين من أمته، والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حمد الله في الأوقات التي يتأكد فيها الحمد لم يكن يذكر هذا الحمد ألبتة كما في حمد الخطبة، والحمد الذي تستفتح به الأمور، وكما في تشهد الحاجة، وكما في الحمد عقب الطعام والشراب واللباس والخروج من الخلاء، والحمد عند رؤية ما يسره وما لا يسره ... ".

ثم ساق - رحمه الله - جملة كبيرة مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من صيغ الحمد مما يقال في مثل هذه الأوقات، ثم قال: "فهذا جمل مواقع الحمد في كلام الله ورسوله وأصحابه والملائكة قد جليت عليك عرائسها وجلبت إليك نفائسها، فلو كان الحديث المسؤول عنه أفضلها وأكملها وأجمعها كما ظنه الظان لكان واسطة عقدها في النظام، وأكثرها استعمالا في حمد ذي الجلال والإكرام". اه.

Page 294