208

Manhaj Sawab

Genres

============================================================

سبيل واعدد نفسك في الموتى).

أيها الرجل: لا تخدع كما خدع من كان قبلك فإن الذي أنت فيه من النعم إنما صار إليك بموت من كان قبلك وهو خارج من يدك بمثل ما صار إليك.

أيها الرجل: لو كانت الدنيا ذهبا وفضة ثم سلمت عليك بالخلافة وألقت إليك مقاليدها، وأفلاذ كبدها، ثم كنت طريدة الموت، ما كان ينبغي أن تتهنا بعيش فإنه لا فخر بما يزول ولا غنى فيما لا يبقى، وهل الدنيا إلا كما قال الأول: :. قدر يغلي، وكنيف يملى:.

قال الشاعر: ولقد سألت الدار عن أخبارهم فتبسمت عجبا ولم تبدي حتى مررت على الكنيف فقال لي أموالهم وتوالهم عندي وقال الطرطوشي رحمه الله: وبلغي أن بالهند يوما يخرج الناس فيه إلى البرية، لا يبقى في البلد بشر صغير ولا كبير ولا مولود.

وهذا اليوم بعد انقراض مائة سنة، من يوم مثله، فإذا اجتمع الخلق في صعيد واحد، نادى منادي الملك: لا يصعد إلى هذا الحجر حجر هناك منصوب- إلا من حضر الحمع الذي قد خلا من مائة سنة.

فركا جاء الشيخ اهرم الذي قد ذهبت قوته، وعمي بصره، وفي شبابه، وتحيء العجوز تزحف ولم يبق منها إلا رسمها وقد أفي الدهر عليها فيصعدان على الحجر الذي هناك، ويقول الشيخ: قد حضرت والجمع الأول منذ مائة سنة وأنا طفل صغير، وكان الملك فلانا ويصف الجيوش الماضية ابن ماجة في السنن (1414)، أحمد (24/2)، الزبيدي في إتحاف السادة امتقين (427/10)، ابن عساكر في تاريخ دمشق (174/5)، أحمد في الزهد (9) .

-23

Page 207