445

Kitāb al-Manāẓir

كتاب المناظر

Genres

[225] فإذا أدرك البصر النار التي على هذه الصفة فإنه يكون غالطا في عظمها وغالطا في شكلها وغالطا في سكونها، لأنه إذا لم يتقدم علمه بتحريك المحرك لها فهو يظنها ساكنة ولا يحس بتحريك المحرك لها إذا أدركها في ظلمة الليل من بعد مقتدر. فيكون غلطه في جميع ذلك غلطا في القياس لأن هذه المعاني تدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هوخروج الزمان الذي يدرك فيه البصر النار في طول هذه المسافة الذي فيه تقطع النار تلك المسافة عن عرض الاعتدال، لأن تلك النار بعينها إذا حركها المحرك حركة رقيقة فإن البصر الناظر إليها يدرك مقدارها على ما هو عليه ويدركها في جزء بعد جزء من تلك المسافة، ويدرك حركتها ويدرك شكلها، ولا يعرض له الغلط في شيء من معانيها، إذا كانت المعاني الباقية التي فيها التي بها يتم إدراك المبصرات على ما هي عليه في عرض الاعتدال.

.ه. .ز.

[226] وقد يعرض الغلط في التفرق أيضا من أجل خروج الزمان عن عرض الاعتدال. وذلك أن البصر إذا لمح ثوبا من الثياب البيض أو سترا أبيض أوحاطا من الحيطان البيض، وكان في ذلك الثوب أو الستر أو الحائط خط أسود أو مظلم اللون أو خيط في نسج الثوب أو<كان> الستر أسود أو مظلم اللون، ولم يلبث البصر في مقابلة ذلك المبصر بل لمحه والتفت عنه في الحال، فإن الناظر ربما ظن بذلك الخط أو الخيط أنه شق في الثوب و ذلك الستر أو ذلك الحائط، إذا كان الزمان الذي لمحه فيه يسيرا ولم يتمكن في ذلك القدر من الزمان من تأمله. وإذا ظن الناظر بالخط أو الخيط أنه شق فهو غالط في ذلك الظن.

[227] وقد يعرض الغلط في الاتصال أيضا من أجل قصر الزمان. وذلك أن البصر إذا لمح حائطا من الحيطان السود التي تسود بالدخان، وكان في ذلك الحائط شق ضيق أو شقوق ضيقة، فإن البصر إذا لمح الحائط الذي بهذه الصفة والتفت عنه في الحال ولم يتمكن من تأمله، فإنه لا تتميز له الشقوق التي تكون فيه ولا يتميز له سواد الحائط من ظلمة الشقوق التي في تضاعيفه في مقدار لمح البصر. وإذا لم يتميز للبصر الشقوق والتفريق التي في الجسم الذي بهذه الصفة فإنه يظنه متصلا. وإذا ظن بالمتفرق أنه متصل فهو غالط فيما يظنه من اتصاله.

Page 508