[70] ثم فليميل المعتبر القرطاس ويقاطع به الخط المعترض على نقطة من القسم الذي كان قائما عليه، وينظر إلى الشخص المتوسط بالبصر الواحد الذي كان ينظر به. فإنه يجد الكتابة التي في القرطاس مشتبهة غعير مفهومة وأشد اشتباها منها لما كان القرطاس في سمت المواجهة. ثم فليزد في ميلها قليلا قليلا، فإنه يجد كل ما ازداد القرطاس ميلا ازدادت الكتابة اشتباها والتباسا.
[71] فيظهر من هذا الاعتبار أن المبصر الذي على سمت المواجهة يكون أبين من المبصر المائل وإن لم يكن المبصر على سهم الشعاع وكان خارجا عن السهم، وأن المبصر إذا كان شديد الميل كانت صورته مشتبهة وإن لم يكن على سهم الشعاع كان الإبصار بالبصرين معا أو كان الإبصار ببصر واحد.
[72] وأيضا فينبغي للمعتبر أن يرفع الشخص من اللوح، ويقيم القرطاس على طرف اللوح، ويطابق بنهايته نهاية عرض اللوح الذي هو خط ج د، ويحدق بالبصرين جميعا إلى وسط القرطاس. فإنه يجد الكتابة بينة مقهومة.
[73] ثم فليميل القرطاس ويقاطع به عرض اللوح على نقطة ز التي في وسط عرض اللوح، ويحدق بالبصرين جميعا إلى وسط القرطاس. فإنه يجد الكتابة ضعف بيانا مها كانت عليه. ثم فليزد في ميل القرطاس قليلا قليلا، فإنه يجد الكتابة يزداد بيانها ضعفا. فإذا تفاوت ميل القرطاس فإنه يجد الكتابة مشتبهة اشتباها شديدا على مثل الحال التي كان يجدها عليها عند اعتبارها في وسط اللوح. وكذلك إذا اعتبره في هذا الموضع ببصر واحد.
[74] ثم ينبغي للمعتبر أن يقيم الشخص على نقطة، ويقيم القرطاس على أحد قسمي العرض وعند طرف اللوح مثل ما فعله في وسط اللوح، ويحدق إلى الشخص المتوسط ويتأمل القرطاس ويعتبره. ثم يقاطع به العرض أيضا ويعتبره. فإنه يجد الحال على مثل ما كان وجدها في وسط اللوح إذا اعتبرها بالبصرين معا وبالبصر الواحد أيضا.
Page 369