302

Kitab al-Manazir

كتاب المناظر

Genres

[54] وإن التقى سهما البصرين على مبصر خارج عن السهم المشترك فإنه يلزم فيه هذه الحال أيضا، أعني أنه يرى في موضع أقرب إلى السهم المشترك من موضعه الحقيقي. إلا أن هذا الوضع قل ما يتفق. فإنه إذا التقي سهما البصرين على البصر، فإنه في أكثر الأحوال يكون السهم المشترك مارا بذلك المبصر، وليس يلتقي سهما البصرين على المبصر وهو خارج عن السهم المشترك لا بتكلف أو بعائق يضطر البصر إلى التكلف. وليس تظهر هذه الحال في المبصرات المألوفة لأنه إذا عرض هذا المعنى في مبصر من المبصرات المألوفة فإنه يلزم في جميع ما يتصل بذلك المبصر من المبصرات، فليس يتغير بهذه الحال وضع المبصرات بعضها عن بعض: فإذا لم يتغير وضع ذلك المبصر مما يجاوره من المبصرات فليس يظهر تغير موضعه. فهذا المعنى إذا عرض في المبصرات المألوفة فليس يظهر للعلة التي ذكرناها. فإذا اعتبر بالطريق الذي قدمناه يبين من الاعتبار أن ذلك لازم في جميع المبصرات التي يلتقي عليهما سهما البصرين وتكون خارجة عن السهم المشترك.

[55] وأيضا فإنه ينبغي للمعتبر أن يعتمد قرطاسا فيقطع منه ثلث جزازات صغار متساويات، وليثبت في إحداهن كلمة كيف ما اتفقت ولتكن كتابة بينة، وليثبت في كل واحدة من الجزازتين الباقيتين مثل تلك الكلمة وعلى مقدارها وهيئتها. وليثبت المعتبر الشخص في وسط اللوح على مثل ما تقدم، ويثبت أيضا أحد الشخصين الآخرين على نقطة.ح.. ثم يلصق إحدى الجزازات الثلث بالشخص الذي في وسط اللوح ويلصق إحدى الجزازتين الباقيتين بالشخص الذي على نقطة.ح.، وليتحر أن يكون وضعها مثل وضع الجزازة الأولى. ويقدم اللوح ل بصره على مثل ما تقدم، ويحدق إلى الجزازة التي على الشخص الأوسط ويتأملها. فإنه يدرك الكلمة المكتوبة عليها إدراكا محققا، ويدرك مع ذلك في تلك الحال الجزازة الأخرى ويدرك الكلمة التي فيها إلا أنه لا يجدها في البيان كبيان الكلمة النظيرة لها التي في الجزازة المتوسطة، بل يجد الكلمة التي في الجزازة المتوسطة أبين وأشد تحققا مع تشابهها في الشكل والهيئة والمقدار.

Page 364