[31] وكذلك إن أدرك البصر جدارا في بعض المواضع وكان ذلك الجدار أملس وكانت فيه نقوش وتزايين، وتأمل البصر ذلك الجدار وتحقق صورته، ثم غاب عن ذلك الموضع مدة، وحدث في ذلك الجدار تغيرمن خشونة سطحه أو تشعث بعض النقوش التي فيه، ولم يكن التشعث بكل الظاهر، ثم عاد البصر إلى ذلك الموضع وشاهد ذلك الجدار، وكان ذاكرا لصورته الأولة ولمشاهدته، فإنه في حال مشاهدته ومعرفته ليس يدرك التشعيث الخفي الذي حدث فيه، وهو يعرف صورته على صفة ليس فيها ذلك التشعيث. فإن كان حدث فيه خشونة فهو يظنه أملس كا قد عهده، وإن كانت نقوشه في الأول كانت محققة ثم تغيرت فهو يظن بنقوشه في الثاني أنها محققة. فهو في حال إدراكه لذلك الجدار ومعرفته به يدرك صورته بالمعرفة، فإن لم يستأنف تأمله فقد أدرك صورته على خلاف ما هي عليه، وإن استأنف تأمله ظهرت له المعاني التي تغيرت من ذلك الجدار وأدرك صورته على ما هي عليه.
Page 336