[23] وأيضا فإن إدراك البصر لنوعية المبصر يكون في زمان أقصر من الزمان الذي يدرك فيه شخصية المبصر . وذلك أن المبصر إذا أدرك شخصا من أشخاص الناس فإنه يدرك إنسانا قبل أن يدرك صورته الجزئية التي تخص شخصه. وقد يدرك أنه إنسان وإن لم يدرك تخطيط وجهه بل من انتصاب قامته وترتيب أعضائه قد أدرك أنه إنسان وإن لم يميز وجهه. وكذلك أنواع المبصرات المألوفة يدرك البصر نوعية الشخص منها ببعض الأمارات التي تخص ذلك النوع. وليس كذلك إدراك شخصية المبصر، فإن شخصية المبصر ليس تدرك إلا من إدراك المعاني الجزئية التي تخص شخص المبصر ومن إدراك بعضها. وإدراك المعاني الجزئية التي تخص الخص ليس تدرك إلا من بعد إدراك المعاني الكلية التي في ذلك الشخص أو إدراك بعضها. وبالجملة فإن المعاني التي في الصورة الكلية التي لنوع الشخص هي بعض المعاني التي في صورته الشخصية. وإدراك البعض يكون في زمان أقل من الزمان الذي يدرك فيه الكل، فإدراك البصر لنوعية المبصر يكون في زمان أقصر من الزمان الذي يدرك فيه شخصية ذلك المبصر.
Page 331