234

Kitab al-Manazir

كتاب المناظر

Genres

[170] فأعظام المبصرات التي يتحقق البصر مقاديرها هي التي أبعادها معتدلة وأبعادها تسامت أجساما مرتبة متصلة، والبصر يدركها من قياسها بزوايا مخروطات الشعاع المحيطة بها وبأطوال خطوط الشعاع التي هي أبعاد أطرافها. والأبعاد المعتدلة بالقياس إلى مبصر من المبصرات تكون بحسب وضع ذلك المبصر في الميل والمواجهة. والزوايا إنما تتحقق وتتحرر بحركة البصر على أقطار سطح المبصر وعلى المسافة التي يريد معرفة عظمها. والبعد يتحقق ويتحرر بحركة البصر على الجسم المسامت لأبعاد أطراف ذلك السطح أو تلك المسافة. وبالجملة فإن المبصر الذي بعده معتدل وبعده مع ذلك يسامت جسما مرتبا متصلا فإن صورته مع صورة بعده يحصلان متشكلين في التخيل معا في حال ملاحظة المبصر إذا أدرك البصر الجسم المسامت لبعد المبصر في حال إدراكه للمبصر. وإذا حصلت صورة المبصر مع صورة بعده المتيقن متشكلين في التخيل معا أدركت القوة المميزة عظم المبصر بحسب مقدار صورة بعده المتيقن المقترنة بصورته. والمبصرات التي بهذه الصفة فقط هي التي تدرك مقاديرها بحاسة البصر إدراكا محققا. والمبصرات المألوفة التي على الأبعاد المألوفة قد يدرك البصر أعظامها بالمعرفة، ويدرك مقادير أبعادها من قياس أعظامها التي يدركها البصر بالمعرفة بالزوايا التي توترها هذه المبصرات عند مركز البصر في حال إدراك هذه المبصرات. فعلى هذه الصفات التي بيناها تدرك أعظام المبصرات بحاسة البصر.

[171] فأما لم يدرك المبصر من البعد البعيد المتفاوت أصغر من مقداره الحقيقي، ولم يدرك مقدار المبصر من البعد القريب المتفاوت القرب أعظم من مقداره الحقيقي، فإن هذين المعنيين هما من أغلاط البصر ونحن نبينهما ونذكر عللهما عند كلامنا ي أغلاط البصر،

<إدراك التفرق>

Page 295