180

Kitab al-Manazir

كتاب المناظر

Genres

[58] فلو كان البصر يدرك مائية اللون في آن واحد في كل آن من الآنات التي في الزمان الذي تتحرك فيه الدوامة لأدرك مائيات جميع الألوان التي في الدوامة متميزة في حال حركتها. لأنه إذا كان لا يحتاج في إدراك مائيتها إلى زمان فإنه يدرك مائياتها وهي متحركة في جزء من زمان الدورة كما يدرك مائياتها وهي ساكنة، لأن مائيات جميع ألوان المبصرات المألوفة في حال سكونها وفي حال حركتها هي واحدة لا تتغير. ففي كل آن من الآنات التي يتحرك فيها المبصر يكون لونه واحدا لا يتغير، وتكون مائيات ألوان المبصرات في الآن الواحد وفي الزمان الممتد واحدة لا تتغير، إذا لم يكن الزمان متفاوت الطول. فإذا كان البصر ليس يدرك مائيات الألوان التي تكون في سطح الدوامة إذا كانت الدوامة متحركة حركة سريعة، وهو يدركها إذا كانت الدوامة ساكنة وإذا كانت متحركة حركة بطيئة، فالبصر إذن ليس يدرك مائية اللون إلا إذا كان اللون ثابتا في موضع واحد زمانا محسوسا، أو كان متحركا في زمان محسوس مسافة لا يؤثر مقدارها في وضع ذلك اللون من البصر تأثيرا متفاوتا.

[59] فيتبين من هذه الحال أن إدراك مائية اللون ليس يكون إلا في زمان، ويتبين من هذه الحال أن إدراك مائيات جميع المبصرات ليس يكون إلا في زمان، لأنه إذا كان اللون الذي يدرك بمجرد الحس ليس يدرك البصر مائيته إلا في زمان فما سوى ذلك من صور المبصرات ومن المعاني المبصرة التي تدرك بالتمييز والقياس أشد حاجة إلى الزمان، فإدراك مائيات المبصرات والإدراك بالمعرفة والإدراك بالتمييز والقياس ليس يكون إلا في زمان، إلا أنه قد يكون ذلك في أكثر الأحوال في زمان يسير المقدار وفي زمان لا يظهر للمناظر ظهورا بينا.

Page 239