122

Kitab al-Manazir

كتاب المناظر

Genres

[105] وكذلك الأضواء الضعيفة التي ليس يظهر ضوؤها على الأجسام المقابلة لها إنما ليس يظهر لأن الجسم المقابل للضوء الضعيف إذا كان مضيئا بضوء غير ذلك الضوء امتزج الضوءان فلم يتميز الضوء الضعيف للبصر. وإذا كان الجسم المقابل للضوء الضعيف مظلما فليس تظهر صورة اللون الضعيف عليه لأن صورة الضوء الضعيف تكون ضعيفة وأضعف من الضوء نفسه، والصورة الثانية التي ترد إلى البصر من هذه الصورة التي منها يجب أن يدرك البصر هذه الصورة على الجسم المقابل للضوء تكون أضعف من هذه الصورة. فإذا كان الضوء ضعيفا، وكان الجسم المقابل له مظلما، كانت الصورة التي على الجسم المقابل له ضعيفة جدا، وكانت الصورة الثانية التي ترد منها إلى البصر في غاية الضعف. والبصر ليس يدرك الأضواء التي في غاية الضعف، ولا في قوة الحس أن يدرك ما كان في غاية اللطافة والضعف. فلذلك ليس يدرك البصر صور الأضواء الضعيفة على الأجسام المقابلة لها، ويدرك مع ذلك الأضواء الضعيفة أنفسها إذا لم تكن في غاية الضعف، لأنه يدرك الأضواء أنفسها من الصورة الأول التي ترد إليه منها، وهي أقوى من الصورة الثانية التي ترد إليه من الصورة التي على الجسم المقابل له ومع ذلك غير ممتزجة بغيرها.

[106] فصور جميع الألوان المضيئة وصور جميع الأضواء تشرق على الأجسام المقابلة لها وتكون أبدا مشرقة عليها، وليس يظهر أكثرها للبصر للعلل التي ذكرناها، ويظهر بعضها للبصر إذا كان على الصفات التي وصفناها. فقد تبينت العلة التي من أجلها ليس يدرك البصر صور جميع الألوان التي في الأجسام المتلونة على جميع الأجسام المقابلة لها ويدرك بعضها، وهو مع ذلك يدرك جميع الألوان التي في الأجسام المتلونة. وعلة ذلك هي أنه يدرك الألوان التي في الأجسام المتلونة من الصورة الأولى التي ترد إليه منها، وهي أقوى من الصورة الثانية التي ترد إليه من صور ألوانها التي على الأجسام المقابلة لها، ويدرك صور الألوان أيضا منفردة غير ممتزجة بغيرها، ويدرك الصورة الثانية التي ترد إليه من صور ألوانها ممتزجة بغيرها.

Page 179