وروي عن أبي سعيد أنه قال: "مثل أصحاب رسول الله ﷺ مثل العيون، ودواء العيون ترك مسها"١.
وينتهون إلى ما روي عن عمربن عبد العزيز٢ وقد سئل عما شجر بينهم فقال: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ٣.
وسئل بعض العلماء من التابعين عن ذلك فقال: أقول ما قال موسى ﵇ لفرعون حين قال له: ﴿مَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى﴾ ٤.
وروي عن محمود بن الورقاء أنه قال: كنت أتشيع وأكثر ذكر معاوية ﵁ ما كان بينه وبين علي كرم الله وجهه، فرأيت فيما يرى النائم كأني دخلت دارا فإذا معاوية فيها جالس وعليه جبة سلقى، وعليه منديل قد أرخى طرفيه] ١٠٧/ب [على منكبيه فلما بصر بي رفع رأسه إلي وقال: هل تقرأ
١ أخرجه ابن الجوزي في كتاب الحدائق في علم الحديث والزهديات ١/٤٧٤، وقال المحقق: عزاه القاريء في الأسرار المرفوعة: ٣٠٨ لأبي نعيم في الطب، ثم قال: وهو ضعيف.
٢ عمر بن عبد العزيز: أحد أئمة التابعين، الخليفة الأموي الصالح المشهور، ولي الخلافة عام ٩٩هـ وتوفي عام ١٠١هـ وله أخبار كثيرة في العدل والزهد. (ر: الحلية ٥/٢٥٣، سير أعلام النبلاء ٥/١١٤، البداية والنهاية ٩/١٩٢) .
٣ سورة البقرة /١٣٤،١٤١.
٤ ذكره الباقلاني في كتابه (الإنصاف) ص٦٩ معزوًا إلى العلامة جعفر بن محمد الصادق رحمه الله تعالى، والآية التي استدل بها في سورة طه الآية (٥٢) .