Manāsik al-ḥajj li-Ismāʿīl al-Jīṭālī
مناسك الحج لإسماعيل الجيطالي
Genres
ويكره للمحرم أن يذكر الجماع حتى تستلذه النفس، رجلا كان أو امرأة، ويكره له النوم مع امرأته أو جاريته، أو يكلمها بكلام الخضوع، ولاسيما إذا كانت طبيعة الرجل إذا استيقظ من نومه لم يملك نفسه، فهذا لا ينبغي له النوم مع امرأته في خباء واحد؛ مخافة ما يحدث منه، وكل إنزال يكون من المحرم من استمتاع بقبلة، أو جسة، أو استدامة نظر، أو ذكر جماع، أو وطء فيما دون الفرج، أو حركته دابته، فاستدام حتى أنزل، سواء فعل هذه المعاني بالرجال أو النساء، حلالا كان أو حراما، فقد بطل حجه، ويلزمه الإتمام - كما قدمنا - [س/94]، ويفارق زوجته أو أمته إذا كانت معه من حين الإحرام إلى بعد التحليل من حجة القضاء؛ خشية التذكر الداعي إلى الإفساد، ويتمادى بالقضاء، كما يتمادى بأداء من فرض حجه الإسلام، وكذلك إن كان حجه تطوعا فأفسده، فعليه قضاؤه من العام القابل، والله أعلم، وهل يلزمه الهدي في حج التطوع أم لا؟ وأحب إلي أن يهدي ما استيسر من الهدي بدنة أو شاة، إن لم يجد بدنة، والله أعلم.
وأما من جامع امرأته قبل الإحرام، فخرجت النطفة منها بعد الإحرام، فلا شيء عليها، والله أعلم، والأصل فيما ذكرنا قول الله - عز وجل -: { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث } (1) اختلف فيها المفسرون على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الرفث: هو الجماع، وهو قول عمر(2)، ومجاهد، والحسن، وسعيد بن جبير، وعكرمة(3)، وقتادة فيما وجدت عنهم.
الثاني: أنه الجماع مع التعريض له بمواعدة أو مداعبة، روي هذا عن الحسن البصري.
__________
(1) سورة البقرة، الآية 197.
(2) أخرجه الطبري في تفسيره 2/266.
(3) سبقت ترجمته، ص 72.
Page 118