217

الركن الثاني

من الكتاب: في متضمنات أفعال الحج أو محظوراتها: أفعال الحج ومحظوراتها، وفضل مكة، وكيفية المناسك الممثلة في معالمها.

اعلم - أرشدك الله - أن هذا الركن تتوزع منه جملتان:

الجملة الأولى: في متضمنات الأفعال ومحظوراتها.

والثانية:في فضل مكة، وكيفية المناسك الممثلة في معالمها.

الجملة الأولى

تحتوي على أربعة أقسام:

القسم الأول: في كيفية حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع.

القسم الثاني: في فرائض الحج والعمرة و سننهما.

القسم الثالث: في افتتاح الإحرام بحج أو بعمرة أو بهما.

القسم الرابع:في محظورات الحج والعمرة، وما يتقي المحرم منها.

القسم الأول

في كيفية حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [س/42] عام حجة الوداع

اعلم - أيدك الله - أن مرادنا في إيراد كيفية هذه الحجة، لتكون مفزعا(1) لسالك هذا الطريق؛ لأن منها تتشعب مسائل الحج، وبالله التوفيق.

والأصل في هذا ما روي عن جابر بن عبدالله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاج)، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعمل مثل عمله (2).

__________

(1) مفزعا: والمفزع، والمفزعة: الملجأ.ابن منظور، (لسان العرب)، 10/258، مادة "فزع".

(2) رواه مسلم في(15) كتاب المناسك، في (19) باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -ح.رقم2950، وأبو داود في(11) كتاب المناسك، في (56) باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -،ح رقم 1905، وابن ماجة في (25) كتاب المناسك، في (24) باب حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ح رقم 3074، وابن حبان في (13) كتاب الحج، في (13) ما جاء في حج النبي واعتماره، ذكر وصف حجة المصطفى، 9/253، رقم.ح 3944.

Page 1