Manasik Hajj
مناسك الحج لإسماعيل الجيطالي
Genres
أما اللسان، فهو العضو الذي يملك(1) الإنسان، ويكبه على المنخر(2) في النيران، ويلقيه في المهالك والخسران، ويبعده من الجنان والحور الحسان، وقد حذر منه نبي الهدى، وأخبر أنه سبب الردى(3) ، فمن هذه حالته، فإذا آفاته كثيرة، وأهواله(4) جليلة، فيجب عليه أن يستعمله في ذكر الله - تعالى -، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وشكر النعم، وتلاوة القرآن، فإن العمر يقصر عن القيام بها، والإتيان بعشر معاشراها(5)، وليحفظه من الغيبة، والكذب، والنميمة، وجميع الصفات المذمومة، فهذه الثلاثة هي أصول المهلكات، وأمهات الكبائر الموبقات، وقد كان العقلاء [العارفون](6)، والورعون المحتاطون(7)، يحفظون ألسنتهم عن(8) هذه الخصال المذمومة، ويستعملونها في الخلال(9) المحمودة، فهذه علاماتهم وسيماؤهم، ولكن قليل ما هم، واتل إن شئت: { لا خير في كثير من نجواهم } (10).
__________
(1) في "ت": يمسك.
(2) المنخر: الأنف. (المصدر السابق) 14/82، مادة "نخر".
(3) نص الحديث: ( ألا أخبرك بمالك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا، فقلت يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟، قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟) ورد الحديث عند: رواه الترمذي، (38) كتاب الإيمان، (8) باب ما جاء في حرمة الصلاة، ح رقم 2616، قال أبو عيسى: هذا الحديث حسن صحيح، ورواه ابن ماجة في (36) كتاب الفتن في (12) باب كف اللسان في الفتنة، ح رقم 3973، كلاهما من طريق معاذ.
(4) في "ت": أهوال.
(5) في "ت": معاشرها هكذا في المخطوطتين ولعل الصحيح معاشرها، أو معشارها.
(6) زيادة من "ت"، وفي "س" الفارطون.
(7) في "ت": أنفسهم.
(8) سقطت من ت.من قوله يحفظون إلى عن.
(9) الخلال: الخصال. (لسان العرب) 4/201، مادة"خلل".
Page 99