103

والأضحية على أهل الأمصار سنة مؤكدة، وليست بواجبة، والدليل على ذلك ما روي عن النبي - عليه السلام - أنه قال: «أمرت بالنحر، وهو لكم سنة »(1)، ولما روي عنه - عليه السلام - «أنه ضحى » (2)، وواظب على ذلك، وحد السنة عند العلماء ما واظب عليه النبي - عليه السلام - مظهرا له، وهي [عندنا](3) سنة - كما قدمنا - خلافا لمن قال بوجوبها من أصحاب أبي حنيفة وغيرهم، وفي بعض الرويات عن النبي - صلى الله عليه وسلم -(4): «ثلاث هن علي فريضة، وهن عليكم(5) تطوع: الوتر والسواك والأضحية »(6)، والله أعلم(7)، ولكن ينبغي للمسلم(8) التقرب إلى الله - تعالى - بالضحايا[س/199] في أمصارهم، مع استسمانهم(9) إياها، والإستغلاء في أثمانها، لما في ذلك من الفضل، والثواب الجسيم، والأجر العظيم، والله أعلم.

الفصل الثاني

فيما يضحى به، وفي وقتها

__________

(1) ورد بمعناه عند الطبراني في الكبير 11/301، ح.رقم11802، من طريق ابن عباس، والدارقطني

(2) سبق تخريجه.

(3) أثبتانها من "ت"، وفي الأصل (عند).

(4) في "ت": زيادة قال.

(5) في "ت": لكم.

(6) أخرجه البيهقي في كتاب الحج، باب ما وجب عليه من قيام الليل قال الله - تبارك وتعالى -: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) من طريق السيدة عائشة، والطبراني في الأوسط، 3/315، ح .رقم 3266 من طريق السيدة عائشة.

(7) انظر ذلك في

(8) في (ت ) للمسلمين.

(9) استسمانهم: غاليت. ابن منظور، (لسان العرب) 6/239.مادة "سوم".

Page 13