57

Manar Munif

المنار المنيف في الصحيح والضعيف

Investigator

عبد الفتاح أبو غدة

Publisher

مكتبة المطبوعات الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1390 AH

Publisher Location

حلب

الْعِلْمِ مَا أَلْقَى هَذَا بَيْنَ النَّاسِ إِلا شَيْطَانٌ. وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: أَنَّ الْقَوْلَ بِحَيَاةِ الْخَضِرِ قَوْلٌ عَلَى اللَّهِ بِلا عِلْمٍ وَذَلِكَ حَرَامٌ بِنَصِ الْقُرْآنِ. أَمَّا الْمُقَدِّمَةُ الثَّانِيَةُ فَظَاهِرَةٌ، وَأَمَّا الأُولَى فَإِنَّ حَيَاتَهُ لَوْ كَانَتْ ثَابِتَةً لَدَلَّ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ أَوِ السُّنَّةُ أَوْ إِجْمَاعُ الأُمَّةِ فَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى فَأَيْنَ فِيهِ حَيَاةُ الْخَضِرِ وَهَذِهِ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَيْنَ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاءِ عُلَمَاءُ الأُمَّةِ هَلْ أَجْمَعُوا عَلَى حَيَاتِهِ. الْوَجْهُ السَّابِعُ: أَنَّ غَايَةَ مَا يَتَمَسَّكُ بِهِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى حَيَاتِهِ حِكَايَاتٌ مَنْقُولَةٌ يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر فيا لله الْعَجَبُ هَلْ لِلْخَضِرِ عَلامَةٌ يَعْرِفُهُ بِهَا مَنْ رَآهُ وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلاءِ يَغْتَرُّ بِقَوْلِهِ أَنَا الْخَضِرُ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لا يَجُوزُ تَصْدِيقُ قَائِلِ ذَلِكَ بِلا بُرْهَانٍ مِنَ اللَّهِ فَأَيْنَ لِلرَّائِي أَنَّ الْمُخَبِّرَ له صادق لا يَكْذِبُ؟ الْوَجْهُ الثَّامِنُ: أَنَّ الْخَضِرَ فَارَقَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ وَلَمْ يُصَاحِبْهُ وَقَالَ لَهُ: ﴿هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ﴾ فَكَيْفَ يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِمُفَارَقَتِهِ لِمِثْلِ مُوسَى ثُمَّ يَجْتَمِعُ بِجَهَلَةِ الْعِبَادِ الْخَارِجِينَ عَنِ الشَّرِيعَةِ الَّذِينَ لا يَحْضِرُونَ جُمُعَةً وَلا جَمَاعَةً وَلا مَجْلِسَ علم ولا يعرفون من الشريعة شَيْئًا؟ وَكُلٌّ مِنْهُمْ يَقُولُ قَالَ الخضر وجاءني الخضر وأوصاني الخضر! فيا عجبا له! يفارق كليم الله تعالى وَيَدُورُ عَلَى صُحْبَةِ الْجُهَّالِ وَمَنْ لا يَعْرِفُ

1 / 75