215

Manār al-Hudā fī bayān al-waqf waʾl-ibtidāʾ

منار الهدى في بيان الوقف والابتدا

Editor

شريف أبو العلا العدوي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

بيروت

Genres

Qur’an
يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك، وسياق الكلام في بيان نفاقهم، وذلك لا يتم إلا بوصله إلى تقولوا غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ حسن، ومثله: ما يبيتون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف وَكِيلًا تامّ الْقُرْآنَ حسن: لانتهاء الاستفهام على قول من قال: المعنى ولو كان ما تخبرونه مما ترون من عند غير الله لاختلف فيه، ومن قال المعنى، ولو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، فعلى هذا يكون كافيا لأن كلام الناس يختلف فيه ويتناقض. إما في اللفظ والوصف. وإما في المعنى بتناقض الأخبار أو الوقوع على خلاف المخبر به أو اشتماله على ما يلتئم وما لا يلتئم، أو كونه يمكن معارضته، والقرآن ليس فيه شيء من ذلك، كذا في أبي حيان اخْتِلافًا كَثِيرًا كاف أَذاعُوا بِهِ يبنى الوقف على ذلك والوصل على اختلاف المفسرين في المستثنى منه، فقيل مستثنى من فاعل اتبعتم: أي لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم. فإنه لم يتبعه قبل إرسال محمد ﷺ، وذلك القليل كقس بن ساعدة وعمرو بن نفيل وورقة بن نوفل ممن كان على دين عيسى ﵇ قبل البعثة، وعلى هذا فالاستثناء منقطع، لأن المستثنى لم يدخل تحت الخطاب، وقيل الخطاب في قوله: لاتبعتم لجميع الناس على العموم، والمراد بالقليل أمة محمد ﷺ خاصة: أي هم أمة رسول الله ﷺ لا طائفة منهم، ويؤيد هذا القول حديث «ما أنتم فيمن سواكم من الأمم إلا كالرّقة البيضاء في الثور الأسود» وقيل مستثنى من قوله: لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وقيل مستثنى من الضمير في أذاعوا به. وقيل مستثنى من الاتباع كأنه قال: لاتبعتم الشيطان اتباعا غير قليل وقيل مستثنى من قوله: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ أي: إلا قليلا منكم لم يدخله الله في فضله ورحمته، فيكون
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حفيظا وَيَقُولُونَ طاعَةٌ ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ صالح، وكذا: ما يبيتون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف

1 / 219