Manār al-hudā fī al-naṣṣ ʿalā imāmat al-ithnā ʿashar (ʿalayhi al-salām)
منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)
Genres
وروى ابن ابي الحديد عن امير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال في خطبة : «ورثت نبي الرحمة ، ونكحت سيدة نساء هذه الأمة (1)، وانا خاتم الوصيين» ، الخطبة الى غير ذلك من الاخبار ووارثة علي ( عليه السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اما في المال وذلك غير صحيح عند اصحاب ابن ابي الحديد واخوانهم من الأشاعرة لوجهين.
الأول حديث ابي بكر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) (2).
الثاني ان العباس عم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) موجود مع فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والعم عندهم يحجب ابنت العم مطلقا ، فلفاطمة نصف وللعباس نصف فلا ميراث لعلي ( عليه السلام ) من المال ، واما عندنا فلان ابن العم لا يرث مع الولد مطلقا ذكرا كان أو انثى ، وفاطمة موجودة فالمال جميعه لها فليس لعلي ( عليه السلام ) ميراث من مال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اجماعا مع انه وارثه بالنص الصريح ، فحينئذ لم يبق الا المراتب والمنازل ، والنبوة في علي ( عليه السلام ) منتفية لختمها برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيبقى الباقي من الفضل والعلم والامامة فعلي وارث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيها ، فيكون هو الامام والخليفة من بعده لعموم الوراثة وبقاء ما لم يخرج بدليل قاطع تحت العموم ، بل لو قلنا : ان المراد من الوراثة في الأحاديث المذكورة وشبهها هو وراثة الامامة ولوازمها لا غير لم نبعد عن الصواب ، فان
Page 260