182

Manār al-Qārī sharḥ Mukhtaṣar Ṣaḥīḥ al-Bukhārī

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري

Publisher

مكتبة دار البيان،دمشق - الجمهورية العربية السورية،مكتبة المؤيد

Publisher Location

الطائف - المملكة العربية السعودية

Genres

٥١ - " بَابُ فضلِ الْعِلْمِ "
٦٥ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: " بَيْنَا أنا نَائمٌ أتِيْتُ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لأرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ في أظْفَارِي، ثُمَّ أعطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ " قَالُوا: فَمَا أولْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْعِلْمَ ".
ــ
٥١ - " باب فضل العلم "
٦٥ - معنى الحديث: يقول ابن عمر ﵄ " سمعت رسول الله ﷺ يقول: " بينا أنا نائم أتيت بقدح من لبن " أي رأيت في أثناء نومي شخصًا جاءني بقدح من لبن " فشربت حتى اني لأرى الري يخرج في أظفاري " أي فشربت وارتويت كثيرًا حتى صرت كأني أرى اللبن بعيني يخرج من أصابعي، ويسيل على أظفاري من شدة الري، فالري هنا المراد به اللبن على سبيل الاستعارة " ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب " أي أعطيته ما تبقى مني فشربه " دلوا: فما أولته؟ قال العلم " (١) أي فسرت اللبن بالعلم، لأن العلم كما قال القاري: يصور في ذلك العالم الروحاني بصورة اللبن، بمناسبة أن اللبن أول غذاء البدن وسبب صلاحه، والعلم أول غذاء الروح وسبب صلاحها.
ويستفاد منه ما يأتي: أولًا: فضل العلم وشرفه. وأهميته بالنسبة للإِنسان، لأنه أفضل غذاء لروحه، كما أن اللبن أفضل غذاء لبدنه. ولأنه ميراث النبي ﷺ الذي تبقى لنا من بعده، ولذلك فُسِّر به اللبن الذي تبقى منه وشربه عمر ﵁. ثانيًا: فضل عمر ﵁ وتفوقه في

(١) يجوز فيه النصب والرفع معًا كما أفاده الحافظ.

1 / 183