221

al-Manaqib wa-l-matalib

المناقب والمثالب

Genres

فيقول له الناس: أفلا تقتله يا أمير المؤمنين؟

فيقول: «فمن يقتلني إذا؟ وكيف تقتلونه بغير حق، إذا فعل ذلك فولي الدم أنظر» (1).

وقيل: إن ابن ملجم كان يرى رأي الخوارج، وإنه اجتمع يوما مع قوم منهم على أن يقتل هو عليا ويقتل آخر معاوية ويقتل آخر عمرو بن العاص، فأتى هو المسجد فلما خرج علي عليه السلام في السحر إلى المسجد ضربه، وتخلف الآخران عن معاوية وعمرو.

وقيل: إن معاوية أمره ذلك، ودس إليه فيه وجعل له مالا عليه، وكذلك قالت أروى بنت [الحارث بن] عبد المطلب في بعض ما رثت به عليا عليه السلام:

ألا أبلغ معاوية بن حرب

فلا قرت عيون الكاشحينا

أفي الشهر الحرام فجعتمونا

بخير الناس طرا أجمعينا (2)

[الحسن بن علي ومعاوية]

ولما استشهد علي عليه السلام وفني خيار أصحابه، ونهكت الحرب من بقي منهم، واستشهد وجوههم، وامتازت الخوارج منهم وقتل أكثرهم، واسند الأمر إلى الحسن بن علي عليه السلام، نهض إلى معاوية لحربه ونهض معاوية إليه، فقعد عن الحسن أكثر الناس وتغير من كان معه عليه، وانتهب ثقله، وأرسل إليه معاوية يسأله الصلح، فنظر إلى أمر لا يقوم له فآثر من الصبر والإمضاء ما آثره علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

فأجاب معاوية على الصلح، إذ لم يجد غيره تقية على نفسه وعلى من بقي من المؤمنين معه، فأعطاه معاوية من العهد والميثاق وما وثق به منه، واجتمعا فخطب الحسن الناس فقال في خطبته: «أيها الناس هذا حق لي قد تركت منه ما غلب عليه

Page 226