214

al-Manaqib wa-l-matalib

المناقب والمثالب

Genres

المهاجرين والأنصار، ومن قتل بعد ذلك منهم صبرا لما تغلب، وما اقتطعه من مال الله وأموال عباده، مما أفل من ذلك من فعله يوجب الفسق والكفر، مع ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله من طرق وجهات شتى ونقل الثقات، فقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص من طرق شتى أنه قال: جلست عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في جماعة من أصحابه فسمعته يقول: «أول طالع يطلع عليكم من هذا الفج يموت على غير ملتي».

قال عبد الله: وكنت تركت أبي ليلبس ثيابه ليأتي رسول الله صلى الله عليه وآله فما زالت عيني إلى الطريق، وكنت كحابس البول خوفا من أن يكون أبي هو الذي يطلع، إلى أن طلع معاوية فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «هو هذا» (1).

فقال بعض من نقل الحديث: ما كان أسوأ ظن عبد الله بأبيه. ولو قال هذا القائل:

ما كان أعلم عبد الله بأبيه، لكان ذلك أشبه وأقرب إلى الصواب.

وعمرو بن العاص أسوأ حالا من معاوية وسنذكر أخباره، ولو لم يكن عبد الله ابنه يعلم سوء حاله لما خاف ذلك عليه.

وقد ذكرت هجوه لرسول الله صلى الله عليه وآله ولعن رسول الله صلى الله عليه وآله إياه، ومن لعنه رسول

Page 219