123

al-Manaqib wa-l-matalib

المناقب والمثالب

Genres

وكانت كفاء وقعة باثيمة

تقطع فيها ساعد ومقلد

ويظعن أهل المكتين فيهربوا

فرائصهم من خشية الشر ترعد

ويترك حراث يقلب أمره

أيتهم فيهم عند ذاك وينجد

وتصعد بين الأخشبين كتيبة

لها حدج سهم وقوس ومزود

فمن ينس من حضار مكة عزه

فعزتنا في بطن مكة أتلد

نشأنا بها والناس فيها قلائل

فلم ننفكك نزداد خيرا ونحمد

ونطعم حتى يترك الناس فضلهم

إذا جعلت أيدي للفيضين تحمد

جزى الله رهطا بالحجون تبايعوا

على ملاء يهدي لحزم ويرشد

قعودا على حطم الجحون كأنهم

مقاولة بل هم أعز وأمجد

أعان عليها كل صقر كأنه

إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد

جري على جلي الخطوب كأنه

شهاب بكفي قابس يتوقد

من الأكرمين من لوي بن غالب

إذا سيم خسفا وجهه يتربد

طويل النجاد خارج نصف ساقه

على وجهه يسقى الغمام ويسعد

عظيم الرماد سيد وابن سيد

يحض على مقرى الضيوف ويحشد

ويبني لأبناء العشيرة صالحا

إذا نحن طفنا في البلاد ويمهد

وينمي كثيرا حيث كان من العدى

طلاق العدى لا غير ذلك يجهد

الفا بهذا الصلح كل مبرأ

عظيم اللواء أمره ثم يحمد

قضوا ما قضوا في ليلهم ثم أصبحوا

على مهل وسائر الناس رقد

هم رجعوا سهل بن بيضاء راضيا

وسر بها خير الأنام محمد

متى شرك الأقوام في جل أمرنا

وكنا قديما قبلها نتودد

وكنا قديما لا نقر ظلامة

وندرك ما شئنا ولا نتشدد

فيال قصي هل لكم في نفوسكم

وهل لكم فيما يجيء به غد

Page 128