وله
ألم يكن في حالة نبيا
ثم رسولا منذرا رضيا
ثم خليلا صفوة صفيا
ثم إماما هاديا مهديا
وكان عند ربه مرضيا
فعندها قال ومن ذريتي
قال له لا لن ينال رحمتي
وعهدي الظالم من بريتي
أبت لملكي ذاك وحدانيتي
سبحانه لا زال وحدانيا
قوله إني مخلف فيكم الثقلين الخبر
يقتضي عصمة المذكورين لأنه أمر من جهة الخبر بالتمسك بهم على الإطلاق فاقتضى ذلك عصمتهم وإلا أدى إلى كونه عز وجل أمر بالقبيح ثم إنه قطع بأمان المتمسك بهم من الضلال وجواز الخطإ عليهم لا يؤمن معه ضلال المتمسك بهم ثم إنه قرن بينهم وبين الكتاب في الحجة ووجوب التمسك ثم إنه أخبر أنهم لا يفارقون الكتاب ووقوع الخطإ منهم يقتضي مفارقتهم له وذلك ينافي نصه وإذا ثبتت عصمتهم ثبتت إمامتهم وأنهم المعينون بالخبر.
وقال أبو علي المحمودي لأبي الهذيل أليس من دينك أن العصمة والتوفيق لا يكونان لك من الله إلا بعمل تستحقه به قال نعم قال فقوله اليوم أكملت لكم دينكم قال قد أكمل لنا الدين فقال ما تصنع بمسألة لا تجدها في الكتاب والسنة وقول الصحابة وحيلة الفقهاء قال هات قال خبرني عن عشيرة كلهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة وهم مختلفو العنة فمنهم قد وصل إلى بعض حاجته ومنهم من قارب بحسب الإمكان منه أفي خلق الله اليوم من يعرف حد الله في كل رجل منهم ومقدار ما ارتكب من الخطيئة فيقيم عليه الحد في الدنيا ويطهره منه في الآخرة فأفهم.
لو لم يكن الإمام معصوما لم يكن بتقديم الكل موسوما من خرج من غمار المأمومين دخل في جملة المعصومين من افتقر البشر إليه كانت العصمة ثابتة عليه من ظهرت معجزته ثبتت عصمته.
Page 249