وأعطى الله موسى المن والسلوى وأحل الغنائم لمحمد ولأمته ولم يحل لأحد قبله وقال في حق موسى وظللنا عليهم الغمام يعني في التيه والنبي ع كان يسير الغمام فوقه وكلم الله موسى تكليما على طور سيناء وناجى الله محمدا عند سدرة المنتهى وكان واسطة بين الحق وبين موسى ولم يكن بين محمد وربه أحد فأوحى إلى عبده وليس من مشى برجليه كمن أسري بسره وليس من ناداه كمن ناجاه ومن نودي من بعد كمن نوجي من قرب ولم يكلم موسى إلا بعد أربعين ليلة ومحمد كان نائما في بيت أم هانئ فعرج به ومعراج موسى بعد الموعود ومعراج محمد بلا وعد واختار موسى قومه سبعين رجلا واختير محمد وهو فريد ولم يحتمل موسى ما رآه وخر موسى صعقا واحتمل محمد ذلك لقد رأى من آيات ربه معراج موسى نهارا ومعراج محمد ليلا معراج موسى على الأرض ومعراج محمد فوق السماوات السبع أخبر بما جرى بينه وبين موسى وكتم ما جرى بينه وبين محمد فأوحى إلى عبده ما أوحى قوله ولما جاء موسى لميقاتنا كأنه جاء من عند فرعون لقد جاءكم رسول كأنه جاء من عند الله وقال لموسى وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا وأخرج النبي ع من مسجده ما خلا العترة وفي هذا تبيان
قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى
. حسان
لئن كلم الله موسى على
شريف من الطور يوم الندا
فإن النبي أبا قاسم
حبي بالرسالة فوق السما
وقد صار بالقرب من ربه
على قاب قوسين لما دنا
وإن فجر الماء موسى لهم
عيونا من الصخر ضرب العصا
فمن كف أحمد قد فجرت
عيون من الماء يوم الظمإ
وإن كان هارون من بعده
حبي بالوزارة يوم الملأ
فإن الوزارة قد نالها
علي بلا شك يوم الفدا
Page 222